بلمختار يُنسّق “تحالفا” بين القاعدة وداعش بجنوب ليبيا

نقلت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية نقلا عن وزير الدفاع المسمى بحكومة الوفاق الوطني العقيد المهدي البرغثي القول إن القيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار يقوم حاليا بتوجيه صيغة “تحالف نشط” بين تنظيم داعش وتنظيم القاعدة، في مسعى لتحقيق عدة أهداف منها تنظيم صفوفه بجنوب ليبيا، علما أن بلمختار يعتبر واحد من أكثر المطلوبين حول العالم.

وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية، فإن الجماعتان لم يسبق لهما أن اقتتلتا مع بعضهما، وأنّ هناك أدلة تثبت التعاون بينهما، مضيفًا أنّ “القاعدة تقدّم الدعم اللوجستي وتساعد داعش على إعادة تنظيم صفوفه وشنّ هجمات”، وأنّه وفقًا للمعلومات الاستخباراتية فإنّ بلمختار الذي كان من المعتقد أنّه لقي حتفه عام 2016 ما يزال على قيد الحياة، ويتولّى قيادة فلول داعش الذين فرّوا من سرت، فيما يقوم بالتنسيق لتنفيذ عمليات إرهابية بين داعش والقاعدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بلمختار وضع على لائحة المطلوبين بعد أن قاد هجمة على مصنع الغاز الجزائري عام 2013، والتي راح ضحيتها 37 رهينة غربية من بينهم ست بريطانيين. وبينما أُعلن عن موت بلمختار عدة مرات، وأُشيع عن قتله في غارة جوية فرنسية على شرق ليبيا، فقد دحضت القاعدة موته، ولم يتمّ العثور على جثته.

وقالت الصحيفة أنها اطّلعت على تقرير استخباراتي عسكري ليبي يفيد أن حوالي 700 إرهابي من داعش تجمّعوا في وديان صحراوية جنوب ليبيا في مدينة بني وليد، وأنّ حوالي 3 آلاف مقاتل إرهابي من مجموعات مختلفة بينها القاعدة ينشطون في ليبيا. ويعتمد الإرهابيون –حسب التقرير- على الهجرة غير القانونية وتهريب الذهب. علمًا بأن الهجرة غير القانونية أصبحت تُشكّل تجارة تقدّر بعدة مليارات من الجنيهات الإسترلينية.

وعلى صعيد آخر، قال وحيد الزاوي ، ناطق رسمي من شرق ليبيا، أنّ المقاتلين يعمدون إلى التنقل خفية في جماعات صغيرة من عشرين رجلا، وذلك عبر استخدام طرق الخدمات التي لا يطرقها الناس ولا يوجد فيها نقاط أمنية مثل تلك الموازية للنهر الصناعي. كما ذكرت مصادر من بني وليد أسماء خمسة مقاتلين كبار في داعش شاهدهم السكان في المدينة، حيث لفت أحد السكّان، أنّ القوات الأمنية المحلية لا تتصرف معهم “خوفًا من إثارة المتاعب”.

كما يُقال أنّ الإرهابيين قادرين على التنقل داخل أنفاق الريّ التي يصل قطر الأنابيب فيها أربعة أمتار، حيث يمنعون وصول الماء إليها وبهذا يتمكّنوا من قيادة السيارة داخلها. كما قال البرغثي أنّه أقام قاعدة عمليات عسكرية خاصة بالقرب من بني وليد، للتعامل مع عودة ظهور التهديد الإرهابي، لافتًا إلى أنّ الحكومات الغربية تساعد في تعقّب حركة الإرهابيين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رهيفة محمود. ترجمة خاصة لقناة (218)