“بلفور أميركي”.. من لا يملك لمن لا يستحق
بعد مرور أكثر من 100 عام على وعد بلفور الذي منحت بموجبه الحكومة البريطانية، فلسطين وطنا لليهود، جاء “وعد ترامب” مُكرسا مبدأ “منح أرض لا يملكها لمن لا يستحقها”.
فقد أعلن الرئيس الأمريكي، وإلى جانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، ما سمّيت بـ”صفقة القرن”، وما تضمنته من تفاصيل صادمة للفلسطينيين الذين اعتبروها “صفعة القرن” في إشارة إلى سلبها للكثير من الحقوق الأصيلة غير القابلة للتفاوض والمساومة.
ومن وجهة نظر مراقبين، فقد شكّل بند “القدس عاصمة موحدة للدولة الإسرائيلية”، أكبر “صفعة” للأمل بالتوصل إلى سلام وحل الدولتين والذي كان شرطا فلسطينيا وعربيا على مدار العقود الماضية، وكذلك وفق مبادرة السلام العربية، للمضي بأي عملية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تُنهي سنوات طويلة من الصراع.
ونشر ترامب بحسابه في “تويتر”، خريطة تُظهر حدود “دولة فلسطين”، وكتب باللغة العربية: “هذا ما قد تبدو عليه دولة فلسطين المستقبلية بعاصمة في أجزاء من القدس الشرقية”، ووعد بتقديم استثمارات بقيمة 50 مليار دولار للفلسطينيين.
ويرى مراقبون أن الإسرائيليين لم يتلقوا دعما في تاريخهم كالذي منحهم إياه ترامب دون عناء، وبدأ ذلك بنقل السفارة الأميركية إلى القدس ثم أوقف الدعم المادي عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة.
فلسطينيا، لاقت “الصفقة” رفضا سريعا عبّر عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، متوعدا باتخاذ عدة خطوات على الصعيد المحلي والدولي لإفشالها، كما تبع إعلان الصفقة خروج مظاهرات بعدة مدن فلسطينية نددت بالخطوة الأحادية.