بعد 60 عاماً.. كوبا تطوي صفحة “آل كاسترو”
يُنْتظر أن ينام الكوبيون ليل الخميس| الجمعة في عهدة رئيس جديد بعيدا عن “آل كاسترو” الذين حكموا الجزيرة الكاريبية، والكوبيين منذ عام 1959، إذ تكفل فيديل كاسترو وحده بخمسين عاما في الحكم من أصل 60 عاما، فيما تكفل بالسنوات الباقية من العقود الستة أخاه غير الشقيق راؤول الذي اهتم بشؤون الجيش والعسكر منذ عقود قبل أن “يُجيّر” منصب الرئاسة إلى نائبه منذ عام 2008 ميغال دياز كانيل رئيسا للجزيرة، لكن الحزب الحاكم سيظل في عهدة راؤول كاسترو حتى عام 2021 دون أن يُعْرف ما إذا كان كانيل سيكون رئيساً صورياً أم لا.
الكوبيون الذين لم يعرف السواد الأعظم منهم رئيسا من خارج دائرة “آل كاسترو” تقاسموا المواقف بين “مُبْتهِج” برحيل “قبضة كاسترو” عن السياسة والاقتصاد في الجزيرة الكاريبية التي يسكنها نحو 11 مليون نسمة، وتؤمن دخلا سنويا لا يقل عن 14 مليار دولار أميركي، لكن آخرين يخشون من أن يُنفّذ الرئيس الجديد “رؤى سياسية واقتصادية” مُتعجّلة، من شأنها أن تطيح بالأوضاع القائمة، لكن يتفق الكوبيون أنه بمجرد “إرخاء” آل كاسترو” قبضتهم الحديدية على الاقتصاد شعر الكوبيون ب”نتائج اقتصادية مبشرة” على حياتهم اليومية، لكن إرخاء تلك القبضة لم يكن كافيا في قطاعات اقتصادية عدة.
سيستفيق الكوبيون يوم غد على صحف ووسائل إعلام محلية لا تُبْرِز “القائد كاسترو” للمرة الأولى على صفحاتها الأولى منذ ست عقود، وسط “تدقيق” فيما إذا كان كاسترو “الأخ” سيمارس الحكم من وراء ستار أم لا، خصوصا وأن الحزب الذي يتربع على زعامته راؤول يتحكم في مفاصل عدة من المشهد العام في كوبا التي تغيرت كثيرا في العقد الأخير من دون أن تخلع “عباءة كاسترو” الذي لا يزال الكوبيون يستشعرون وجود “القائد فيديل” رغم مرور نحو عامين على وفاته.
الطريف أو المفارقة التي يتجاوزها الإعلام في تغطياته حول كوبا أن راؤول الذي سلّم الرئاسة لكانيل اليوم الخميس بعد قرار الجمعية الوطنية البرلمانية هو أخ فيديل من أمه لكن والده صيني الجنسية، وحينما كبر راؤول بكنف زوج والدته –والد فيديل- فإنه قد أسبغ عليه لقب عائلة كاسترو، أي أنه ليس من العائلة التي ارتبطت تاريخيا باسم الجزيرة الكاريبية التي نامت في الحضن السوفياتي، وأحرجت الولايات المتحدة الأميركية لعقود.