بعد 3 أسابيع .. ما مآلات مبادرة “صالح”؟
تقرير
أعلن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في نهاية أبريل الماضي عن مبادرة سياسية للخروج من الأزمة الحالية، المبادرة تتكون من عدة نقاط أبرزها إعادة هيكلة السلطة التنفيذية من خلال اختيار مجلس رئاسي جديد من ثلاثة أعضاء، وحكومة منفصلة، بالإضافة إلى إعادة كتابة الدستور وإبقاء مجلس النواب سلطة تشريعية منتخبة من الشعب في 2014 إلى حين إجراء انتخابات تشريعية جديدة .
ومر على المبادرة التي عدَّتها ستيفاني ويليامز إشارة إيجابية ما يقرب 20 يوماً ولم يتحقق أي جديد بخصوصها سوى أنها خلقت حالة من الجدل في الشارع الليبي حيث انقسمت الآراء بشأنها، فتم توثيق بيانات مؤيدة لها من أعيان قبائل، وبيانات أخرى رافضة لها مطالبة عقيلة بتسليم مقاليد الأمور للجيش الوطني والمشير خليفة حفتر .
وتلقفت مبادرة عقيلة صالح الأطراف الرافضة لمجلس النواب والجيش الوطني، فقالوا إن سببها الرئيسي هو عدم قدرة الجيش على حسم المعركة لصالحه، وإن دافع هذه المبادرة هو الممايعة والتلون وكسب الوقت ومحاولة تفادى الهزيمة حسب قولهم وتحليلاتهم .
فيما لم يحدث أي اختراق نوعي في المشهد السياسي في ليبيا، فالمعارك ما تزال محتدمة بين قوات الجيش الوطني وبين قوات حكومة الوفاق والقوات التركية والمرتزقة السوريين في أكثر من محور في مناطق مختلفة، لكن 218 علمت أن هنالك في طرابلس من استحسن المبادرة ورآها ممكنة التطبيق اليوم .
فيما ظهر رأيٌ آخر يرى عكس ذلك، ويستدل بأن رؤية عقيلة ليست جديدة ولا مختلفة، فنفس الفكرة قد طرحت منذ 2016 ، لكن كل المحاولات لم تتقدم للأمام، لغياب التواصل المباشر بين الأطراف، وعدم وجود الثقة المتبادلة، وتفضيل المتفاوضين الحالة الراهنة .
مبادرة عقيلة اليوم هي محط أنظار النخب السياسية والطبقة الشعبية، والتحديات أمام رئيس مجلس النواب كبيرة، وعليه التغلب عليها إذا ما أراد لمبادرته أن تكون عمليةً وممكنة التحقق.