بعد نسق تصاعدي تونس تصطدم بالسينيغال في “الكان”
لم تكن مسيرة المنتخب التونسي في بداية كان مصر 2019 مبشرة بطريق طويل وتجلى ذلك في دور المجموعات بنتائج مخيبة لعشاقه بعجز كامل عن الانتصار في جميع المباريات، حتى التعادل جاء بشق الأنفس وكان التونسيون قاب قوسين أو أدنى من الخروج المبكر.
الدور ستة عشر من البطولة يبدو لك وكأن عصا سحرية ضربت زملاء فرجاني ساسي ليظهروا أمام غانا بشكل عملاق يعكس تماما تصنيفهم الثاني على القارة الإفريقية، لكن الحقيقة لا دخل للحظ والسحر في هذه الأمور، وكل الحكاية أن المدرب الفرنسي آلان جيراس وجد أخيرا تشكيلته المثالية من اللاعبين وتخلى عن الخطط الدفاعية وآثر أن يكون مقداما أمام البلاك ستارز وعرف كيف يخطف منه ورقة العبور للربع النهائي في سيناريو بات شبه مكرر لنسور قرطاج.. فالوصول إلى هذه المرحلة لا يعد إنجازا يذكر إنما مربع الأحلام هو الحلم المنشود.
النصف النهائي اصطدم العرب بمدغشقر الطموح الذي شكل مفاجأة هذا الكان وحقق نتائج مبهرة مقارنة بتاريخه لكن الواقعية غلبت الطموح وحسم أبناء الخضراء المباراة بأول فوز لهم في البطولة ووضعوا نهاية لمشوار الملغاشيين بثلاثة أهداف نظيفة
وحل ركب التونسيين في النصف النهائي كما أرادوا ليجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام السنغال وشتان بين الربع والنصف.. فأسود تيرانغا ندٌّ شرس لا يعترف بتاريخ ولا ماض وما يهم فقط حقيقة الميدان.. فهل ستكمل النسور القرطاجية نسقها التصاعدي نحو القمة أم أن للسنغال رأيا آخر.ص