بعد انهيار “داعش” في سوريا والعراق.. العين على ليبيا
هزائم كبيرة ومتلاحقة تعرّض لها تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسوريا، ما جعله يتهاوى ويفقد سيطرته على معظم الأراضي التي كان سيطر عليها من الدولتين، ونتيجة لذلك بدأ عناصر التنظيم في العودة إلى بلدانهم وأصبحوا يشكلون قلقًا متزايدًا للأجهزة الأمنية في دول أوروبا، ومصر وليبيا وشمال أفريقيا بشكل عام.
وقد حذّر الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي” من الخطر الداهم الذي يمثله هؤلاء إذا تمكنوا من التسلل إلى ليبيا وسيناء، وكان مركز “صوفان” الاستشاري للشؤون الأمنية قال في تقريرٍ له إن عودة ما لا يقل عن “5600” عنصر من “داعش” من العراق وسوريا إلى دولهم، ستشكل تحديا أمنيا هائلا لهذه الدول، وأوضح التقرير الذي أصدره المركز الأميركي “الثلاثاء” أنه حتى الآن عاد ما لا يقل عن “5600” مقاتل من “33” دولة إلى بلدانهم، ما يشكل تحديا هائلا للأمن ولعمل أجهزة الأمن.
وكشف التقرير أن أكثر من أربعين ألف أجنبي قدموا من “110” دول للانضمام إلى “داعش” قبل وبعد إعلان تشكيل نواته الأولى في يونيو 2014، إذ سيبقى بعضهم متمسكا بشكل من أشكال “الجهاد العنيف” الذي يدعو إليه تنظيما “داعش” و”القاعدة”، لأن من يريد الاستمرار في القتال سيجد طريقة للقيام بذلك حسب التقرير الذي أشار أيضا إلى أن ما لا يقل عن “30%” من قرابة “5” آلاف مواطن من دول الاتحاد الأوروبي الذين ذهبوا إلى العراق وسوريا، عادوا إلى بلدانهم التي تعتمد معهم سياسة “السجن” بشكلٍ عام.
وتخشى مصر من تسرب عناصر داعش من سوريا والعراق إلى ليبيا ومنها إلى الصحراء الغربية وسيناء، إذ عبّر الرئيس “السيسي” عن قلقه من انتقال عناصر “داعش” إلى مصر عبر الأراضي الليبية، بعد الهزائم التي مُنِي بها في كل من سوريا والعراق، وكان قال في مقابلة مع قناة “فرانس 24” إن النجاح الذي تحقق في مواجهة داعش الإرهابي في سوريا والعراق، سيترتب عليه انتقال لبعض العناصر من هذه العصابات إلى ليبيا ومصر وسيناء وغرب أفريقيا، إذ دمرت القوات المصرية منذ ثلاث سنوات حتى الآن “1200” سيارة محملة بالذخائر والإرهابيين جاءت من حدود مصر الغربية مع ليبيا، مشيرًا إلى أن مصر تواجه مشكلة في تأمين حدودها مع ليبيا، إذ لا أحد حسب تعبيره يستطيع تأمين حدود تمتد “1200” كيلومتر في مناطق صحراوية “100%”.
وكانت مصر أقامت في المنطقة الحدودية التي تربطها مع ليبيا قاعدة “محمد نجيب” العسكرية التي تعدّ أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، لتحاول من خلالها السيطرة على الحدود الغربية، وتكون القوات المصرية على أهبة الاستعداد لمواجهة الجماعات الإرهابية التي تعتبر ليبيا مقصدا استراتيجيا للاستمرار في ممارسة العنف والإرهاب بشكل تنظيمي، وكان مركز “الأمان” البلجيكي كشف أن مقاتلي “داعش” يغادرون سوريا في طريقهم إلى أوروبا لتنفيذ هجمات عبر تركيا واليونان على متن قارب من دون جوازات سفر، وكانت السلطات الأوروبية عثرت على “8000” شخص بجوازات سفر سورية مزورة كانت سُرِقت من النظام السوري حسب المركز البلجيكي.