“برلين 2”.. فرصة للدول الفاعلة في فرض عقوبات على المعرقلين؟
تقرير 218
أمام مؤتمر ليبيا الثاني في برلين؛ مهمة مساعدة الليبيين على تنظيم العملية الانتخابية قبل نهاية العام الجاري، لكن المؤتمر يُواجه تبعات ما لم يتم الوفاء به في نسخته الأولى من قبل الدول المشاركة فيه، والتي تعهدت بذلك، وهي التواجد العسكري للمقاتلين الأجانب في ليبيا.
دعم الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر وفقًا لاتفاق الحوار السياسي الليبي، الذي رعته الأمم المتحدة وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة؛ يعدّان من أبرز بنود اللقاء الدولي، بمشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن كما تضع دول أخرى أولويات بالنسبة لها في انتظار بحثها وهي حصص إعادة إعمار ليبيا.
وتعتبر مسألة إخراج المرتزقة المهمة الأصعب على المجتمعين في برلين .
كما يُعقد المؤتمر على وقع اتصالاتٍ ومساعٍ لإخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا والذي يعدّ الأمر بيد الروس والأتراك تحديدا وجاء ذلك في لقاء المستشارة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل المؤتمر بأيام قليلة إذ شدّدت على أن أوروبا تواجه “تحديات كبيرة ” في التعامل مع كل من روسيا وتركيا.
ويتطلع الأوروبيون إلى ما يحمله وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، من دعم لبرلين في تفكيك “العقدتيْن الروسية والتركية” في ليبيا.
وتُشكّل مسألة سحب القوات الأجنبية من ليبيا ملفًا مركزيًا في مؤتمر برلين، إذ تغذي قوى خارجية، بشكلٍ واسعٍ، النزاع في البلاد كما تضع عقباتٍ أمام تنفيذ تفاهمات الأطراف الليبية على طريق تسوية الأزمة.
إذ لم تُظهر روسيا وتركيا، حتى الآن، استعدادات عملية لسحب قواتهما من المرتزقة. فيما يعدّ خيار فرض عقوباتٍ دوليةٍ على الدول أو المجموعات أو الشخصيات غير المتعاونة في ملف سحب القوات الأجنبية والمرتزقة، مطروحًا لكنه مُهددٌ بالإحباط في مجلس الأمن عبر فيتو روسي، على سبيل المثال.
وربما يُضطر إلى عقد مؤتمر آخر يناقش هذه المسألة فقط، إلا أن عامل الزمن يلعب الدور الأكبر في فترة قصيرة لإنجاز كل شيء.