بالروح بالدم نفديك يا نادينا
إبراهيم الحوتي
وأخيرا انطلق الدوري الممتاز لذلك لابد وأن نتحدث عن ظاهرة التعصب الأعمى في التشجيع وعن التجييش الذي نراه في السوشال ميديا بين مشجعي الأندية لأن ظروف ليبيا لا تتحمل تفرقة أكثر من ذلك، ولكن التعصب في تشجيع من نحب في رياضة أراهُ أهون مظاهر التفرقة عند الليبيين في الوقت الراهن مقارنة بغيره.
أتذكر أني كنت من بين هؤلاء المشجعين ذات يوم وكانت حياتي كلها متعلقة بالنادي الذي أحب فقد سافرت من بلدة إلى أخرى لمتابعة معشوقي آنذاك وكانت مباراة ديربي مدينتي تمثل مفترقا مصيريا في حياتي، ولكن الذي يلفتني الآن هو أني كنت أتغنى مع جماهير فريقي “بالروح بالدم نفديك يا نادينا”، السؤال الذي يوراودني الآن هل يستحق الأمر روحي ودمي فداء لذلك “بالطبع لا”، ولكن روح الانتماء التي تكون في فطرة كل إنسان ثم شيئا فشيئا تتحول إلى تعصب نتيجة الفراغ الذي يعاني منه الشباب هي ما تدفع إلى حالة الجنون التي نرها اليوم في المدرجات.
أقدر وأفهم التشجيع بإخلاص للفريق الذي نعشق ولكن ما كنت أشاهده من المدرجات أحيانا كان سلبيا حيث يكون المشجع هو أكثر المضرين لفريقه عن طريق أعمال الشغب أو إهانة أحد لاعبي فريقه بحجة أنه أضاع فرصتة أو أخطأ في شيء معين أثناء مجريات اللقاء.
لذلك يجب على هذا الجمهور الرياضي احترام الرياضة وعدم الإساءة إليها والالتزام بالتشجيع الحضاري البعيد عن أى تعصب أعمى.
يبدو أن التعصب الرياضي أصبح سمة للكثير من متابعي الرياضة في ليبيا والغريب في الأمر أن تصرفات المشجع المتعصب تكون معروفة عن إدارات الأندية ولكن لا يحركوا ساكنا ضدهم بل يكون قراره داخل الإدارة أقوى من المسئول نفسه فبدلا من إبعاده يتودد إليه الكثير مقابل ما يقوم به من مشاكل في المدرجات بين الجماهير من أعمال شغب قد تسيء لنفسه أولا ثم إلى مؤسسته التي ينتمي لها.
الحديث عن التعصب في التشجيع الرياضي يعاني منه كل العالم ليس في بلادنا فقط وعلاجه لن يكون هينا لأنه من الصعب أن تقنع مشجعا سوف “يفدي ناديه بروحه ودمه”.