باشاغا: الحوار لم يفشل.. وفجر ليبيا انتهت
الليبيون بحاجة ماسة لإطلاق برنامج مصالحة وطنية حقيقي وموضوعي وفعال، والحوار لم يفشل، حيث تنتظر ليبيا تتويج الجهود بحكومة وحدة وطنية، إلا أن استغراق الحوار كل هذا الوقت، يرجع لطبيعة الأزمة التي كنا نعانيها، والتي كانت تقتضي العمل على هدف واحد وأساسي وهو إنهاء حالة الانقسام في السلطة والمؤسسات.
بداية الحوار شهدت التزام كل طرف بأنه صاحب الحق والشرعية، فيما عمل الحوار على تحقيق الإنجاز الأهم وهو " ترسيخ مبدأ المشاركة والتوافق".
أولويات مجلس الأمن الوطني هي العمل على إحياء الروح الوطنية، وترسيخ مبدأ المواطنة، وصهر كل النزاعات الجهوية والقبلية في بوتقة الوطن.
"فجر ليبيا" التي تهيمن على العاصمة لم يعد لها وجود بعد نهاية إطارها العسكري، .. ولعل الكثير غير مستوعب لحقيقة فجر ليبيا بشكل واقعي، (فجر ليبيا) عبارة عن عملية عسكرية محددة عمرها أقل من شهرين وانتهت حينها ولم يصبح لها وجود.
الثوار يتطلعون إلى قيام دولة دستورية ديمقراطية تحقق الأمن والرفاه وتجسد تضحيات الشهداء من كل ليبيا.. فهؤلاء ضحوا بأرواحهم في سبيل دولة قوية وليس في سبيل الفوضى والفساد.
تحملت مصراتة أمانة ثقيلة وتعرضت لمؤامرات من عدة أطراف متناقضة في التوجهات، فأصبح كل طرف من تلك الأطراف المشبوهة يحاول تسخير مصراتة لتحقيق أهداف ومآرب سياسية وأيديولوجية.. الأمر الذي جعل مصراتة على المحك بين وفائها لدماء شهدائها في ثورة فبراير 2011، وعدم تفريطها في مكتسبات الثورة، وكذلك ولائها للوطن. ولا أخفي عليكم أن الإعلام ساهم بقوة في تشويه المدينة وتحريض البعض على التكلم باسمها بشكل مشين وغير مسؤول.
إن كل القضايا لا يمكن التعامل معها إلا في إطار مؤسسة الدولة بشكل علمي ومنظم وبالتعاون مع دول العالم والجوار، وظاهرة الإرهاب يجب بحثها بشكل أكثر عمقا وموضوعية.
والمعالجات الأمنية والعسكرية وحدها لا تكفي، بالذات على المدى الطويل، لكن من الطبيعي مواجهة أي فصيل مسلح ينشر الموت والرعب.. كما ينبغي القضاء على المصانع الحيوية التي تنتج التطرف وتولد الإرهاب.
الجيش بحاجة إلى إعادة نظر من حيث التأسيس والتنظيم والتجديد، وهذا لا يعني استهداف العسكريين الحاليين وإقصائهم، فهم نواة الجيش من حيث البناء.
وحالة الصراع السياسي والمسلح وحالة الاحتقان الحاصلة جعلت الكثير لا يتكلم بموضوعية وربما لا يستطيع، بسبب هذه الحالة من الاصطفاف الأعمى".
– من حوار طويل مع جريدة الشرق الأوسط، اليوم.