ترجمة خاصة 218
أكد آمر المجموعات المسلحة المعروفة باسم” لواء الصمود” صلاح بادي أن القتال هو الطريقة الوحيدة لحل مشاكل ليبيا، واصفاً الأمم المتحدة بالبوق الإعلامي الذي يحاول إبراز مجرمين على حساب تشويه شخصيات أخرى .
وأوضح خلال لقاء أجرته صحيفة عين الشرق الأوسط “Middle East Eye” أن الحرب وحدها هي التي تستطيع فعل ذلك، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة أخذت الكثير من الوقت لحل الأزمة الليبية ولم تلعب دورها، الأمر الذي يجعل من الحرب وسيلة فعالة للضغط عليها، منوها بأنه لا يثق فيها وفي عملها، موجهاً لها أصابع الاتهام كونها السبب في تنصيب هذه الحكومة التي تقود ليبيا إلى التدهور اقتصادياً وسياسياً.
وعلى ما يبدو فإن معدل الثقة بالنفس لدى صلاح بادي قد فاق المتوقع والمنطقي، إذ تعداها إلى مستوى عالٍ من الوهم، عندما شبه خلال هذا اللقاء الصحفي، نفسه بجورج واشنطن، قائلاً: “جورج واشنطن الذي كان قائد ميليشيا جعل الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية، دولة قوية تقود العالم الحر وسأكون مثله”.
ويصوّر بادي نفسه خلال اللقاء على أنه شخصية وطنية تدافع عن مصالح البلاد وأهلها ضد المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، في الوقت الذي يقود فيه مجموعة مسلحة لا تختلف عن تلك التي يتحدث عنها، فضلاً عن أنّه ومجموعته المسلحة كانوا جزءاً رئيسياً في الكثير من الحروب التي خلّفت دماراً وشتاتاً في ليبيا وأبرزها حرب فجر ليبيا.
وعبّر بادي لصحيفة عين الشرق الأوسط، أنه لا يرى فائز السراج، كزعيم لديه أي مصداقية أو سلطة، بل يراه كرئيس لبلدية طرابلس فقط، كون قراراته لا يمكن أن تصل إلى الجزأين الشرقي والجنوبي من ليبيا، كما أن بعض الأجزاء الغربية الأخرى لا تنصاع لهذه القرارات.
ويضع بادي في هذا اللقاء معياراً للزعامة التي يفترض أن يختار القادة على ضوئها، واضعاً نفسه في مقارنة مع السراج، إذ اعتبر أن السراج لا يملك تاريخاً في الكفاح من أجل الحرية ضد القذافي، حتى عندما بدأت ثورة فبراير أو خلالها، وفي المقابل عندما كان بادي طيارًا في أكاديمية القوات الجوية الليبية، ومسؤولًا عن شؤون الطلاب كان يعد لانقلاب ضد القذافي، الأمر الذي تسبب في وضع اسمه على قائمة المحظورين من مغادرة البلاد “بحسب تصريحاته للصحيفة”.
ويضف قائلاً: “بالنسبة لي، اعتدت أن أكون معارضاً للقذافي، وتمت مقاضاتي ثلاث مرات، وتمت إدانتي مرتين وحكم عليّ بالسجن 25 سنة، قبل صدور حكم بالإعدام، وبعد ذلك تم إسقاط حكم الإعدام، بعد أن أطلق سيف الإسلام القذافي مشروع “ليبيا من الغد” والذي منح العفو لكثير من الشخصيات المعارضة، بمن فيهم أنا”.
وأكد بادي أنه لن يكون بمقدور الأمم المتحدة ولا رئيس المجلس الرئاسي، إزالة المجموعات المسلحة التي هيمنت على المؤسسات الحكومية وأثارت العنف في البلاد، مشيراً إلى أن الصدامات التي وقعت في طرابلس في سبتمبر الماضي أظهرت أن القتال فعّال، حيث تم تحرير بعض المقار التي كانت تسيطر عليها هذه المجموعات في السابق.
يذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية أقرت في 19 نوفمبر عقوبات بحق بادي، متهمة إياه بتقويض الأمن من خلال مهاجمة مجموعات تابعة لحكومة الوفاق الوطني.