أخبار ليبيااهم الاخبار

انقسام النواب يزيد “الطين بلة”

تقرير – خاص

تتعقد مسألة الحل السياسي بعد كل معركة وموقف وتصريح، لكن أحد أبرز عوامل تعقيدها الآن بحسب مراقبين هو انقسام مجلس النواب إلى معسكرين واضحين، معسكر في طبرق وآخر في طرابلس.

في حالات الاستقطاب يصعب كثيراً أن يتماسك الجسد فتوتر العلاقات السياسية يذيب تدريجياً المساحات الرمادية ويجعل من الأمور منقسمة عمودياً وأفقياً، بين أبيض وأسود.

وما يحصل اليوم من أعضاء مجلس النواب خير دليل على هذا الكلام، فقد بات جسد مجلس النواب ضامرا وهزيلا بحسب كثير من المراقبين الذين فقدوا الأمل في انتعاشته، حتى أنهم كلما وجدوا بصيص أمل بفعل موقف أو تصريح أو جلسة سرعان ما يبددها المجلس بانقساماته وتشرذمه.

بدأت هذه الارهاصات قبل اندلاع المعارك في طرابلس، وها نحن اليوم وبعد ثلاثة أشهر نشاهد انقسام المجلس على نفسه، بل إن هناك فئة غادرت طبرق إلى غير رجعة قريبة، وفضلت أن تتمسك بمادتين في الاتفاق السياسي وتجعلهما أرضية لموقف سياسي حاد ضد الجيش ورافض للعملية العسكرية، وشيئاً فشيئاً صار هذا الموقف أكثر حدة من قادة الجيش وأكثر نعومة تجاه التشكيلات المسلحة التي هي نفسها لم تعترف بهم في انتخابات 2014، فاضطروا صاغرين إلى اللجوء لطبرق التي كانت حاضنة لعمل برلماني نيابي.

تعقدت الأمور أكثر بعد انقسام مجلس النواب الحاد، حيث أن فصيلا في طرابلس بات يستغل هذه الورقة لصالحه لإثبات ضعف حجج الجيش في دخول طرابلس، وتشكيل جبهة سياسية تواجه المبررات التي يسوقها الطرف الآخر، وتحاول جاهدةً نزع الشرعية عنه، واعتبار مجموعة طرابلس منطلقةً في موقفها وعملها من اتفاق الصخيرات الذي تناسوا جميعاً أنه دخل أيضاً إلى نفق المدد القانونية التي يفترض أنها انتهت.

عوامل كثيرة تجعل من الانقسام الحاد ديدناً، وتقلص فرص الحل السياسي لتصبح أكثر صعوبةً؛ فالتدخل الواضح من دول عربية وإقليمية، وغياب رؤية مشتركة موحدة للدول الفاعلة في المجتمع الدولي وعدم وجود ميثاق اجتماعي داخلي، والتي تتزامن مع انقسام مجلس النواب، جعلت من فرص الحل السياسي أقرب للمستحيل، وجعلت من حالة التمترس والاصطفاف خلف المواقف التي ترفض الآخر هي السمة الأبرز إلى أن تحدث انفراجة أو اختراق نوعي ، وهذا ما يبدو غير متوقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى