انطلاق انتخابات الرئاسة السورية في الخارج وسط مقاطعة المعارضة
بدأت، أمس، في الخارج، انتخابات الرئاسة السورية، في عددٍ من السفارات والقنصليات التابعة للنظام، في حين رفضت دول من التي تستقبل ملايين اللاجئين السوريين مثل ألمانيا وتركيا، إجراء الانتخابات على أراضيها، وقاطعت المعارضة العملية الانتخابية؛ لفقدانها الشرعية، معتبرةً أنها تمثيليةٌ هزليةٌ.
انتخابات؛ يراها معارضو الرئيس السوري بشار الأسد، والدول الغربية، مسرحيةً جديدةً بسيناريو مكرر، لإعادة فرضه رئيسًا للبلاد، فهي ليست سوى إجراء شكلي يستهدف إحكام قبضة “الأسد” على السلطة، بينما ترى الحكومة السورية أن إجراء الانتخابات يُظهر أن البلاد تُدار بشكل طبيعي، رغم الحرب، وفتحت السفارات السورية في عددٍ من الدول أبوابها لاستقبال المقترعين، حيث تتواجد أعداد هائلة من السوريين فيها، بينما رفض بعضها الآخر.
في لبنان؛ شهدت عملية الاقتراع اشتباكاتٍ عنيفةٍ بين لبنانيين وسوريين كانوا في طريقهم للتصويت، في قافلة من السيارات والحافلات ملوّحين بعلم سوريا، وهاتفين عبر مكبرات الصوت بشعارات مؤيدة لـ”الأسد”، عندما هاجمت مجموعة من اللبنانيين سياراتهم، وحطموا النوافذ وأحرقوا الأعلام، مما عطّل المرور لساعات.
وفيما يستضيف لبنان، حاليًا، نحو مليون لاجئ من الحرب السورية؛ اعتبر محتج لبناني أن بإمكان من يريد التصويت لـ”الأسد العودة” إلى بلاده، مضيفًا أن حمل العلم السوري والهتاف للرئيس السوري يُشكّل استفزازًا لمشاعر اللبنانيين.
معارضون للنظام السوري؛ وصفوا إصراره على إجراء الانتخابات في سفاراته بالخارج، بالمشهد السوريالي، الذي يؤكد انفصاله عن الواقع، إذ تعدّ مشاركة اللاجئين السوريين المنتشرين في العالم مسألة شبه مستحيلة لمعظمهم، استنادًا إلى الشروط التي وضعها النظام لذلك، في حين وجّه نشطاء وحقوقيون سوريون أصابع الاتهام لسفارات النظام وقنصلياته باستخدام أسماء مراجعيها من السوريين، وإدراجها في قوائم الناخبين، ومن ثم تضمينها كأصوات في صناديق الاقتراع، وسط عدم إشراف أممي أو دولي عليها.
قانونيون؛ اعتبروا، من جهتهم، أن العملية الانتخابية في سورية، تفتقد إلى المصداقية وأبسط المعايير القانونية، سواءً الدولية أو حتى تلك الموجودة في القوانين والدستور السوري، لجهة عدم توفر الضمانات القانونية والأمنية اللازمة التي تسمح للمواطن بالتعبير عن رأيه دون خوف، كما أنها تحرم نصف الشعب السوري من الإدلاء بصوته، وتحديد خياراته؛ نتيجة تهجير ولجوء أكثر من عشرة ملايين سوري.