انتهى زمن المدن.. البغدادي محاصر بـ4 كيلومترات
218TV | خاص
لا يزال زعيم تنظيم القاعدة أبوبكر البغدادي يُشكّل لغزاً عصياً على الفهم، فيما باتت قوات سوريا الديمقراطية –فصيل عسكري كردي- قريبة جداً منه، في ظل تقارير استخبارية دولية تقول إن البغدادي بات محاصرا في أضيق رقعة جغرافية ممكنة لا تتعدى مساحتها أربعة كيلومترات في منطقة “هجين” التي تقع ضمن الأراضي السورية على مقربة من الحدود مع العراق، إذ تستعد قوات “قسد” من مهاجمة المنطقة التي باتت توصف بأنها “آخر معاقل داعش” الكبيرة في دول سيطر فيها قبل نحو خمس سنوات على مدن كبيرة وشاسعة في سوريا والعراق.
“انتهى زمن مدن داعش” هذا ما تقوله مضامين تقارير استخبارية دولية، في ظل انحسار هيمنة التنظيم الذي وُصِف بأنه “أسوأ تنظيم إرهابي” عرفته البشرية خلال العقود الماضية، فيما تضاءلت آلته الإعلامية وتدهورت بشدة بعد سنوات ظل التنظيم خلالها يُبْهِر العالم بــ”أفلام احترافية” عن ما كان يسميه “غزواته وقصاصه” ضد من كانوا يتصدون له، أو يحاولون الوقوف أمام “مدّه العسكري الطاغي” في سوريا والعراق، وأجزاء أقل من دول أخرى حول العالم، لكن المحير حتى الآن هو مصير البغدادي نفسه الذي لا يزال يطل صوتياً فقط لــ”حث أنصاره على الصمود”، فيما لا يزال متوارياً عن أنظار العالم الذي “يطلب رأسه”.
منطقة هجين السورية يفترض أن تكون شاهدة خلال الأيام أو ربما الأسابيع المقبلة على مصير البغدادي الذي يبدو غامضا، ولا تتوفر عنه معلومات كافية، إذ يتعين على القوات أن تكون وجها لوجه مع البغدادي في آخر معاقلة، فإما أن تعتقله، أو إما أن تقتله، فيما تتضاءل امكانية هربه في منطقة حدودية شديدة التعقيد، وباتت تحت مراقبة التحالف الدولي ضد داعش، الذي كثف من مراقبته لتلك المنطقة في ظل تقارير تقول إن عناصر التنظيم ومن بينهم البغدادي يحاولون الهرب من سوريا بحثا عن أي “مخرج آمن”.
تقارير سابقة تضاربت معطياتها بشأن البغدادي وما إذا كان قد قُتِل، أو أنه قد أُصيب إصابة بليغة تمنعه من ظهور تلفزيوني حتى الآن، علما أن الظهور الإعلامي الوحيد بـ”الصوت والصورة المتحركة” للبغدادي كان في شهر يوليو من عام 2014 حينما ظهر من على منبر مسجد في مدينة الموصل العراقية معلناً ما أسماها “دولة الخلافة” التي سرعان ما بدأت بتقهقر تدريجي بعد أشهر قليلة من إعلانه عنها.