انتقادات للتصويت الليبي لاستبعاد روسيا من مجلس حقوق الإنسان
رأى مراقبون للوضع السياسي الليبي الراهن محلياً ودولياً، أن لانفراد ليبيا دون الدول العربية الأخرى بالتصويت على استبعاد روسيا من مجلس حقوق الإنسان، تبعات سياسية لا تصب في مسارات البحث عن استقرار البلاد وتخطيها لأزماتها الراهنة والمُضي قدماً في خارطة الطريق، كما صنفوا التصويت الليبي ضمن حزمة القرارات غير مدروسة التي لا تراعي مصلحة ليبيا أولاً قبل اتخاذها.
وجاءت أولى ردات الفعل إزاء التصويت الليبي من إبراهيم الدباشي مندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة، الذي رأى أن وزيرة الخارجية والمندوب الليبي الحالي في نيويورك قد “حوّلا ليبيا علناً ودون حياء إلى كيان عميل يُستخدم كأداة دعاية في يد الدول الغربية ضد الاتحاد الروسي، بالتصويت لصالح مشروع القرار”.
وأضاف الدباشي في تدوينة له -الخميس- أن ليبيا “الدولة العربية الوحيدة التي تتخذ هذا الموقف العدائي ضد روسيا، دون أي مبرر، وضد مصلحتها طويلة المدى” – حسب وصفه.
وتساءل المندوب السابق في سياق انتقاده للموقف الليبي بقوله: “ألا تعرف الوزيرة والمندوب أن هناك مواقف أخرى تحفظ مصالح ليبيا لدى الطرفين، ومنها عدم المشاركة في التصويت أو التصويت بالامتناع؟”، مشككاً في أن التصويت الليبي “يثير الكثير من الأسئلة حول مصدر القرار ودوافعه”، وما إذا كان مناورة من وزيرة الخارجية “للحصول على دعم أميركا لحكومتها المنتهية الولاية للبقاء في الحكم، أم أن التعليمات صدرت مباشرة من وزارة الخارجية الأميركية إلى المندوب باعتباره مواطناً أمريكياً” – وفقاً لتساؤلات الدباشي.
ورأى سليمان البيوضي المرشح للانتخابات الرئاسية أن هذه الخطوة تُمثل رأياً مشتركاً لحكومة الوحدة وللحكومة الليبية، وقال إن “الموقف الرسمي للحكومتين يتمترس ضد روسيا بشكل علني، حيث يسعى رئيسا السلطتين لإبراز قربه من الغرب ودعمه للقضايا المشتركة، بل لا يتردد كلٌ منهما عن المُضي نحو أي إشارة تجاه ليبيا تؤكد تمسكه بالخيارات الغربية”.
وأوضح البيوضي في تدوينة له -الخميس- أن الأمر بحاجة “لنقاش موضوعي حول القرارات الكبرى والمتعلقة بالأزمات العالمية”، مضيفاً أن ليبيا لا تمتلك سياسة خارجية حقيقية تُعبّر عن الدولة ككيان وقيمة، فالشرعيات المهلهلة والتدخلات السافرة -حسب وصفه- سلبتا حق ليبيا العادل في رسم خارطة واضحة المعالم للسياسات الوطنية، التي تسعى لتحقيق المصالح الوطنية العليا “دون إملاءات أو إكراهات”.
كما حذّر البيوضي من مخاطر التورط في صراع الأجنحة، ومن أن “تصبح ليبيا أداة طيعة تستخدمها الدول للمناكفة والابتزاز، من خلال سلطات هشة مهمتها إرضاء مشغليها مقابل استمرار بقائهم ولو أدى ذلك لاستمرار الفوضى والفساد والافتراس والتفقير لسنوات طويلة” – حسب وصفه.
وتجدر الإشارة إلى أن مبعث قلق تيار واسع من الدبلوماسيين الليبيين وواجهات سياسية أخرى، من تصويت ليبيا ضد روسيا، هو العلاقات الليبية مع الاتحاد الروسي في الماضي والحاضر بدءاً من الاتفاقيات الاقتصادية خاصةً في مجال النفط والغاز ومروراً بالتسليح، وليس نهايةً بما يفترضه التعامل مع الجانب الروسي في حلحلة إشكالية الأزمة السياسية الراهنة، ومنها إخراج القوات الأجنبية التي تُشكل وحدات عسكرية روسية جانباً منها، مع تخوفات من تعقيد المشهد بعد موقف الخارجية الليبية في التصويت ضد روسيا.