انتخابات 2019.. الليبيون يبتسمون بـ”مرارة”
218TV|خاص
في مثل هذه الأيام من العام الماضي كان الليبيون قد اندفعوا بحماسة لافتة واستثنائية نحو مكاتب المفوضية العليا للانتخابات لتسجيل أسمائهم لممارسة حقهم الانتخابي في يوم الاقتراع، ففي السادس من ديسمبر عام 2017 وقف رئيس مفوضية الانتخابات إلى جانب المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة في مؤتمر صحفي لإعلان انطلاق عملية التسجيل، مع تأكيد أممي أمّن له سلامة “التغطية السياسية” بأن عام 2018 سيكون عام إجراء الانتخابات في ليبيا، بوصفها “أفضل من البندقية”، وهي تصريحات ساهمت بأن تُسجّل أعداد ضخمة لهذه الانتخابات، لكن عام 2018 طوى أيامه دون أن تُفتح الصناديق، فيما ظل للبندقية “ضجيجها الذي لم يتوقف”.
ما بين “تغطية سلامة” وانتهاء اليوم الأخير من عام 2018 كان الليبيون يبتسمون بمرارة، وهم يرون “أطرافا عدة” تمد لسانها لإغاظتهم، فداعش حاول ترهيب الليبيين بالقول إن “الأمر لي” حينما هاجم في وضح النهار مقر مفوضية الانتخابات، وفيما كان ساسة ليبيون قد ترجّلوا للتو عن عتبات قصر الإليزيه في باريس ينقلبون على تفاهمات سياسية أُبرِمت بـ”رعاية فرنسية”، فسرعان ما تبخّر “موعد فتح الصناديق” الذي حدّدته فرنسا في العاشر من شهر ديسمبر الماضي، وهو الموعد الذي كان ساسة قد تعهدوا بأن ينهوا قبل 3 أشهر من حلوله كل “الترتيبات والتجهيزات السياسية والأمنية”، وهو أمر راقب الليبيون هدره والتفريط به بـ”ارتجال ولا مبالاة”.
هذه الأيام يعاود الليبيون “الابتسام بمرارة”، وهم يسألون أسئلة سرعان ما يرتد صداها إليهم بلا أجوبة، هم يسألون عن اتهامات عدة صدرت عن تسجيل الآلاف من الأسماء التي لا يحق لها الاقتراع، فيما يظهر سؤال آخر على شكل من سيحمي صناديق الاقتراع من جماعات مسلحة كانت تقتحم المقار الرسمية في وضح النار إما لطرد موظف أو لتثبيته، لكن قد يكون من أهم الأسئلة المطروحة، والتي يتوارى كل الساسة الليبيين خجلاً من الإجابة عليه: من يملك “التغطية السياسية” لنتائج الانتخابات في اليوم التالي إذا قرر رجل اسمه “البقرة” أن النتائج لم تكن على هواه.
بين “الله غالب” العبارة التي تختصر كثيرا من الوجع الليبي، وبين “الابتسام بمرارة” يبدو أن الليبيين على مواعيد جديدة من وعود أممية، وأخرى للساسة، وربما مؤتمرات دولية يبتسم فيها عقيلة صالح لفايز السراج، من دون أن يفلح أحد في “تقصير عذابات الليبيين”.