انتحر رئيس البيرو وفُسَّاد ليبيا صامدون
عبدالوهاب قرينقو
عشرات المسؤولين والمتنفذين -في ليبيا، الفرص الضائعة – يتمادون في الإيغال خلال جسد البلاد المنهكة، تحديداً جرائم لصوص المال العام ونهبه الممنهج دون حسيب ولارقيب.
عندما يغرق المسؤول الحكومي في وحل الفساد وهو على قدر من ضمير فإن الاستقالة أضعف الإيمان والانتحار ذروة الندم أو هرباً من عقاب .. وخيار الموت القسري هو ما فضله رئيس البيرو السابق “آلان غارسيا” الذي أطلق النار على نفسه فور وصول الشرطة إلى بيته لاعتقاله بتهمة فساد، ما أصاب البيرو قاطبةً بصدمة كبيرة وصلت إلى أعلى مستوى في الدولة، حسب ما تدوالته صحافة العالم.
يحدث مثل هذا في شتى أصقاع الكوكب، أما في ليبيا الأمس واليوم .. واليوم بشكل فاضح صارخٍ لا يُدارى ولا يُطاق، بل وفوق الطاولة، دون أن يرف للمسؤول الليبي -المتمادي في الفساد- جفنٌ ولاتهزه رجفةُ ضمير ولا حتى فزعة خوف، فلا أحد يحاكم ولا يحزنون .
مرةً تلو الأخرى تصدر المذكرات المثيرة عن مكتب النائب العام تساندها بيانات وتقارير ديوان المحاسبة .. وكلاهما بدون إحقاق للحقِّ بتطبيقِ العدالة، يكادان يكونان وسيلتين إعلاميتين في أحسن التوصيفات.
يحدث النهب الممنهج ذائع الصيت سيئ السيرة، فيما تلتهي ثلة من النخبتين السياسية والثقافية اليومَ بجدلية حلم الحكم الديموقراطي وفوبيا حكم الجيش- افتراضياً – وبغرس الرقاب في الرمال كنعامات حداثوية، إزاء تغول الجماعات المسلحة خارج القانون.. وفي الأثناء تعج أدراج ديوان المحاسبة مثقلةً بأسماء وقضايا الفاسدين في انتظار أن يعود القضاء بل تفعيله، كونه كائناً لكن بلا حول له ولا قوة .. وكذا هيبة الدولة ومؤسساتها الممزقة.