الوفاق.. تحركات مفاجئة وحديث عن مواجهة الفساد
تقرير 218
تتحدث الحكومة المتهمة بالفساد من قبل أوساط شعبية ونخبوية بنفسها عن محاربة الفساد، فهذا ما بات ملاحظاَ في آخر الأيام، فشخصيات مسؤولة وشاغلة لمناصب حساسة داخل حكومة الوفاق صارت تتحرك في اتجاه محاربة الفساد الذي ينخر جسد ليبيا منذ سنوات طويلة من دون أن يكون هنالك أي مشروع عملي لمواجهته .
واجتمع بالأمس فائز السراج مع مسؤولو الأجهزة الرقابية والمحاسبية، وتناول الاجتماع بشكل رئيسي إجراء عمليات التحقيق والتفتيش في جميع الملفات المتعلقة بالفساد وإهدار المال العام، وهذا ما يؤكد ضمناً أن حكومة الوفاق قد أغرقها الفساد خصوصاً بعد خمس سنوات من توليها زمام الأمور في طرابلس ومدن المنطقة الغربية.
وكان اجتماع السراج مع خالد شكشك وشخصيات أخرى قد سبقه حديث من النائب أحمد معيتيق الذي أصدر بياناً تحدث فيه عن الفساد واحتكار سلطة الفرد في إشارة ضمنية إلى فائز السراج الذي راح ليعقد اجتماعاً بمفرده بعيداً عنه وعن كاجمان.
وقال معيتيق إن الفساد أدى إلى اتخاذ قرارات أدت إلى تدني مستوى الخدمات، مطالباً بخروج المواطنين والمطالبة بفتح تحقيق في الأموال التي صرفت وأين صرفت وأوجه صرفها.
وقبل بيان معيتيق الذي حمل خلفيات المناكفة مع فائز السراج كان هنالك اجتماع في البنك المركزي طرابلس بحضور محافظ طرابلس الصديق الكبير ووزير داخلية الوفاق المفوض فتحي باشاغا، ورئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام الصديق الصور، الاجتماع كان مخصصاً للجنة الوطنية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وقد تناول آليات التنسيق في مجال مكافحة الفساد.
وبعد خمس سنوات، هل بالمقدور التحدث عن استفاقة من قبل مسؤولي حكومة الوفاق، أم هي فقط لقاءات لذر الرماد في العيون من أجل التماهي مع الشارع الذي صار غاضباً جداً من انعدام الخدمات، فالناظر إلى مستوى الخدمات لا يكاد يرى شيئاً من الأساسيات التي لا يجب أن تنقطع أبداً عن الليبيين.