“الوديان” ونصيبها الموسمي من “أرواح” الليبيين
تكثر الأودية الجارية “موسميا” في المناطق الجبلية غرب البلاد، لتمتد كالعروق المتشعبة في كل مدن وقرى وبلدات جبل “نفوسة”، حتى أن هذه الأودية شأنها في حصد الأرواح شأن البحر مع التفاوت في العدد، إذ تبتلع كل موسم أمطار عددا من الأجساد الصغيرة والكبيرة، ممن يحاولون الاقتراب من مياهها التي تغريهم بالسباحة فيها، لكن سطوة الماء تكون حاضرةً ليبتلعهم الماء ويلقيهم جثثا هامدة.
وآخر حلقات هذه المأساة حدثت أمس تزامنا مع الأمطار الغزيرة التي سقطت على “مزدة” والمناطق المجاورة لها، ما أدى إلى جريان بعض الوديان التي يقصدها الناس إما للفرجة أو لالتقاط الصور أو حتى للسباحة، فقد استقبل “مستشفى مزدة العام” ليل أمس جثامين ثلاثة أطفال كانوا يحاولون السباحة في مجرى إحدى الوديان في المنطقة، ليفارقوا الحياة غرقا في بركة من المياه العميقة في ذاك الوادي، لتستمر هذه المأساة التي تأخذ نصيبها من الضحايا كل عام.