“النيهوم”.. “خلّ الزمن الضائع، سليل قورينا”
لسنا بعد أكثر من عشرين عاما على رحيله بصدد الإشارة إلى أهمية اسمه في عالم الفكر والأدب الليبي والعربي، ولسنا أبدا بصدد حصر مؤلفاته التي تمثل تركة إنسانية في الفكر والأدب، إننا نتذكر اليوم الذي رحل فيه جسد الصادق النيهوم عن هذا العالم، فقط لنطمئن أنفسنا بأننا لسنا من الجحود بالدرجة التي تجعلنا ننساه، خاصة وأن ما كتبه عنا قبل سنوات طويلة نراه يتجسد اليوم في واقعنا أو على الأقل هو موجود لكن الأحداث التي غرقنا فيها جعلته أكثر وضوحا.
هو قامة ليبية سامقة، فمن “الحيوانات” و”القرود” إلى الجدل الذي أثارته بعض مؤلفاته مثل “من مكة إلى هنا” و”فرسان بلا معركة” و”الإسلام في الأسر”، إضافة إلى مجلة “الناقد” التي نجحت في تسعينيات القرن الماضي مع أسماء أدبية عربية ذات قيمة عالية في بلورة خطاب ثقافي تنويري وحداثوي، تأثر به عدد كبير من الكتاب والشعراء المعروفين فيما بعد.
لن نقول المزيد، لأننا لن نحيط بتاريخ الرجل، لكننا نقول لأنفسنا نحن أوفياء لكبارنا، ولا ننسى أبدا ما تركوه لنا ولأجيال المستقبل، فعندما يموت “مفكر” من ليبيا، يولد فيها ألف شيطان، ويصبح للحياة طعم الفوضى، سنذكر صناع الحياة في ليبيا ونحارب الشياطين فيها انتصارا لإنسانيتنا ولليبيتنا.
العنوان مقتبس من إهداء كتبه “إبراهيم الكوني” على صفحات روايته الأخيرة “سلفيوم”.