“النموذج الليبي” يتسبّب في إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي
اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إقالة مستشاره للأمن القومي جون بولتون، تأتي بسبب ارتكابه أخطاء كبيرة، حين اقترح تطبيق النموذج الليبي، على كوريا الشمالية، في إشارة إلى تنازل النظام الليبي عن مشاريعه النووية، بعد غزو العراق وإعدام صدام حسين.
وأشار ترامب في مؤتمر صحفي، إلى أن مستشاره المُقال، لم يكن منسجما مع فريق إدارة البيت الأبيض، ولهُ أفكار تختلف عن أفكار أعضاء الإدارة.
وكشفت مصادر داخل مجلس الأمن القوي الأمريكي، أن الخلاف بين ترامب وبولتون في المواقف، يعود إلى فترة الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003، حيث كانا مختلفين في معالجة ملف العراق، وكيفية إنهاء الأزمة التي كانت قائمة بين صدام حسين وأمريكا، بحسب ما نشره موقع قناة “الحرة” الأمريكية.
وشكّل غزو العراق، صدمة لنظام معمر القذافي في ليبيا، وغيّرت سياسته المعادية للغرب، في التخلّي الطوعي عن المعدات النووية، التي كان القذافي قد اشتراها من الخبير النووي عبدالقادر خان، مؤسس البرنامج النووي الباكستاني.
وعبّرت كوريا الشمالية عن انزعاجها، من مقترحات وحديث مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، حول ضرورة تطبيق النموذج الليبي على كوريا الشمالية، لإرغامها على التنازل الكامل عن برامجها النووية، كما فعلت ليبيا حين تنازل القذافي عن المشاريع النووية، ما جعل الزعيم الكوري يُلغي مشاركته في القمة مع دونالد ترامب، التي كانت تعتبر أول قمة، في يونيو 2018.
وعبّر ترامب حينها، عن إلغاء كوريا الشمالية حضورها القمة، بقوله إنه يتفهّم قرارهم ولا يلومهم على المقاطعة.
واعتبر مسؤولون في بيونغ يانغ، أن مقارنة بولتون كوريا الشمالية بليبيا، بـ”المهينة”، وأن تخلّيه عن أفكارها في المشروع النووي، هي من أدّت إلى نهايته.
وأوضح الباحث السياسي في مؤسسة “أميركان هيريتيج” نايل غادينر، في حديثه لقناة “الحرة”، أن الزعيم الكوري الشمالي، يرى أن تنازله عن برنامجه النووي، سيُعجّل بنهاية حكمه، ولذا يرى أن السلاح النووي، ضمانًا لبقائه، وعدم اقتراب أيّ من القوى الكبرى من سلطته.
وتعود تفاصيل الأزمة بين ترامب وبولتون، إلى ما قبل أشهر، حين صرّح المستشار المُقال، أن ليبيا يُمكن استخدامها في إقناع كوريا الشمالية، بالتخلي عن برنامجها، والاقتناع بضرورة التخلّي مثلما فعل معمر القذافي.
وردّ عليه الرئيس الأمريكي، حينها، بقوله: “جون رجل قوي. إنه قوي لدرجة أنه ورطنا في العراق”.