المُهاجرون في ليبيا.. بين ناري البحر وعذابات الحرب
بعد إنقاذ خفر السواحل الليبي على مدار يومين متتاليين 113 مهاجرا في المتوسط. جنسياتهم عربية وإفريقية تتخوف منظمات دولية معنية بشؤون الهجرة من استخدام المهاجرين غير القانونين في الاشتباكات الحاصلة جنوب طرابلس سواء في القتال أو في تجهيز العتاد العسكري للمقاتلين.
بعد فترة من الهدوء النسبي في مستويات تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى شواطئ أوروبا، ها هي منظمة الهجرة الدولية تعلن إنقاذ 113 مهاجرا كانوا في عرض البحر المتوسط من قبل خفر السواحل الليبي وإعادتهم إلى زوارة والخمس وإيداعهم في مراكز الاحتجاز.
عمليات الإنقاذ كما تسميها الجهات المعنية للمهاجرين في البحر ماتزال مستمرة رغم الاشباكات، وبحسب ما أكده الناطق باسم خفر السواحل أيوب قاسم فإن غالبية الذين تم إنقاذهم من الجنسية السودانية وبنغلاديش، والبقية من دول الجزائر والمغرب وتونس وليبيا والنيجر واثيوبيا، مضيفا أن دورياتهم ماتزال مستمرة ولم تتوقف في عملها الإنساني.
في الأثناء ما تزال نداءات المنظمات الدولية مستمرة حيال ما يحدث مع المهاجرين في ليبيا أبرزها أطباء بلا حدود، وسط قلق من انتهاكات تمارس في حقهم بعد ما جرى لعدد منهم في مركز إيواء قصر بن غشير، حيث تمت مهاجمتهم من قبل مجموعة مسلحة وقُتل جراء الهجوم مهاجرون حسب مواقع إخبارية دولية معنية بشؤون الهجرة.
كما تتخوف المنظمات أيضا من استخدامهم في القتال الدائر سواءً بشكل مباشر أو في تجهيز العتاد العسكري للمقاتلين ونقله، وهذا ما يتنافى والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان بعد أن شيعت أخبار بممارسة هذه الانتهاكات في حق بعض منهم في أحد محاور القتال جنوب العاصمة. ناهيك عن الظروف الإنسانية الصعبة التي يضطر المهاجرون لعيشها في مراكز الإيواء بشكل مكتظ حيث تتكاثر الأمراض المعدية بينهم ويحرمون من الماء والغذاء.
تجارب موت تتكرر على المُهاجرين العالقين في ليبيا ومعاناة أكثر صعوبة مما كانوا فيه خصوصا مع تأكيدات إيطالية بأن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة كانت قد أوقفت أنشطة البحث والإنقاذ من جانب خفر السواحل الليبي في منطقة الإنقاذ البحري، بين العاشر من أبريل الماضي حتى الثلاثين منه، ما يعني ترك الليبيين وحدهم في مواجهة تفدقات اللاجئين . وفي ذات الوقت يتخوفون مما قد يحدث معهم داخل الأراضي الليبية في ظل هذه الظروف.