المهاجرون من أفريقيا يواجهون العدو القديم في ليبيا: التعصب
ترجمة خاصة عن ” نيويورك تايمز”
عندما وصل خليلو درامه، إلى ليبيا، كان بشكل ما لا يختلف كثيرا عن آلاف غيره من المهاجرين الأفارقة، فكلهم متلهفون للعبور إلى أوروبا لتجربة حياة أفضل.
لكن في ليبيا، درامه، مثل كثيرين من بلده غامبيا وبلدان أخرى من جنوب الصحراء، كان هدفا لانتهاكات لسبب وحيد واضح، وهو لون بشرته الأسود.
ويطلق المهربون الليبيون على الأفارقة لقب “المحروقين” وهي تسمية عنصرية تستخدم في البلاد لوصف الزنوج. وفي الوقت الذي يتعرض فيه غيره من الأفارقة للضرب والانتهاك من قبل المهربين إلا أن السيد درامه، يعتقد أن التعامل معه كان أكثر سوءا بسبب لونه.
وقال إن مسلمين آخرين ـ بمن فيهم الأطفال ـ رفضوا أن يصلي معهم ، وقال “يعتقدون أنهم أفضل منا، وأننا خلقنا بطريقة مختلفة عنهم.” بالنسبة للأفارقة من أمثال السيد درامه، ليس لديهم فرصة في القيام بهجرة قانونية، وليس أمامهم سوى مهربي البشر ودفع أموال تصل إلى 5000 دولار أميركي لعبور البحر إلى أوروبا، والعديدون منهم يعملون في ليبيا تحت ظروف بالغة السوء وانتهاكات جسيمة في بلد ينعدم فيها القانون ويسود العنف بعد الإطاحة بدكتاتورها السابق.
يقول تقرير لليونيسيف، إن بعض المهاجرين يتعرضون للانتهاكات أكثر من غيرهم، ومن بينهم، من يسافرون منفردين، والأقل تعليما، والأطفال من أية فئة عمرية. والأشخاص من جنوب الصحراء بسبب بشرتهم الداكنة.
وقال المتحدث باسم اليونيسيف، كريستوفر تايدي. “ما يجري للمهاجرين محض وحشية، وحقيقة مرعبة.”
ويستند التقرير إلى شهادة نحو 22 ألف مهاجر تعرضوا للانتهاكات لأسباب عديدة أهمها بلدهم الأصلي، وتركز على الأعمار بين 14 و 24. ويقدم التقرير المثل التالي:
مراهق من دول جنوب الصحراء، وحتى إن كان متحصلا على تعليم ثانوي ويسافر رفقة جماعة، يواجه الاستغلال والإساءة بنسبة 75% مما لو أتى من منطقة أخرى وكانت بشرته أقل سوادا فعندها تنخفض النسبة إلى 38% . وهناك إفادات لا تحصى من مهاجرين شباب تعرضوا للإساءة البالغة بسبب سواد بشرتهم. ومعلوم أن هناك توتر قديم في العلاقات العنصرية بين شمال أفريقيا وجنوبها. ويضيف التقرير أن عبور الشباب من ليبيا يظل أكثر خطورة بسبب العنف وانعدام القانون، وغالبا ما يتعرضون للاحتجاز من قبل سلطات حكومية وآخرين غيرها.
في ليبيا أوضاع العمل سيئة، وغالبا ما تتعرض النساء إلى العمل في الدعارة لكسب المال من أجل الرحلة البحرية، وقال كثيرون إنهم تعرضوا للضرب وأحيانا إطلاق الرصاص عليهم من قبل المهربين، الذين يجبرونهم على الاتصال بأهاليهم وطلب فدية لإطلاق سراحهم.
يقول شيكو كللون، الذي يقطن الآن معسكر مهاجرين في إيطاليا إن المهربين يطلبون نقودا أكثر من ذوي البشرة الداكنة بسبب صعوبة نقلهم في البلاد التي تسود فيها العنصرية وقد وجد صعوبة كبيرة قبل الوصول إلى طرابلس. وبعد الوصول والعثور على عمل كانوا يدفعون له أقل بسبب لونه، وأحيانا أخرى لا يدفعون له حقوقه بالمرة.
” لا أعتقد أنه يوجد مكان أسوأ من ليبيا،” يؤكد السيد كللون