المهاجرون بين ويلات حرب طرابلس و”كورونا أوروبا”
ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها أن المهاجرين الذين توقفوا في البحر لن يُسمح لهم بالعودة إلى ليبيا بعد إعلان حكومة الوفاق أن موانئها البحرية غير آمنة وإنها لن تأذن بهبوط المهاجرين الذين أوقفوا في عرض البحر وإعادتهم من قبل حرس السواحل إلى الأراضي الليبية.
وأضافت الصحيفة أنه “بسبب كثافة القصف الذي استهدف بعضها في السابق الميناء الرئيسي للعاصمة فإن ليبيا لا تعتبر ميناءً آمناً فمنذ توقيع اتفاق مع الحكومة الإيطالية في 2017، أوقف خفر السواحل الليبي زوارق المهاجرين المتجهة إلى أوروبا في البحر وأعادوا ركابهم إلى ليبيا … فبحسب وكالات الإغاثة إنهم يواجهون التعذيب وسوء المعاملة.
وأشارت الصحيفة إلى أن خفر السواحل الليبي أنقذ حوالي 280 مهاجرًا يوم الخميس لكن عندما حاولت إعادتهم إلى ليبيا رفضت سلطات البلاد السماح لهم بالنزول، حسب ما ذكرته وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.
ورأت الصحيفة أن رفض ليبيا لاستعادة الأشخاص يأتي في وقت كانت فيه الحكومات الأوروبية تتخذ تدابير أكثر صرامة لوقف المهاجرين منذ بداية أزمة فيروس كورونا، ولم تترك أي خيار لطالبي اللجوء الهاربين من التعذيب والحروب، الذين رغم خوفهم من كوفيد -19 خاطروا بحياتهم في البحر من أجل الوصول إلى أوروبا.
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت الحكومة الإيطالية الأسبوع الماضي أيضًا أن موانئها البحرية “غير آمنة” بسبب جائحة فيروس كورونا، وقالت إنها لن تأذن بهبوط زوارق إنقاذ المهاجرين حتى نهاية حالة الطوارئ وهو إجراء مماثل اتخذته الحكومة المالطية التي أعلنت أيضًا إغلاق موانئها البحرية أمام المهاجرين، مشيرة إلى تهديد فيروس كورونا.. ووفقًا للجمعيات الخيرية فإن السلطات المالطية تعمل أيضًا بشكل متزايد على تأخير الاستجابات لقوارب المهاجرين.
ونقلت الصحيفة عن مديرة قسم أوروبا وآسيا الوسطى في “هيومن رايتس ووتش”، جوديث سندرلاند، قولها إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومات الأوروبية لإغلاق موانئها أمام الأشخاص الذين تم إنقاذهم في البحر عرّضت الأرواح للخطر ولا يمكن تبريرها لأسباب تتعلق بالصحة العامة.
وتثير الأحداث الأخيرة والناشئة في البحر الأبيض المتوسط مخاوف جدية من أن تستخدم دول الاتحاد الأوروبي جائحة Covid-19 كذريعة للتهرب من مسؤولياتها بموجب القانون الدولي للاستجابة للقوارب المعرضة للخطر في البحر.