المكتبة (5)
نخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.
عزة رجب سمهود، شاعر وقاصة وروائية، لها ما يزيد على خمس مخطوطات شعرية، صدر لها ثلاث روايات هي: (سفر الريح) دار الغراب للنشر والتوزيع ـ 2017، (جريمة هادئة) دار الغراب للنشر والتوزيع 2020، (ذاكرة بلا صور) المرشحة في القائمتين الطويلة والقصيرة لجائزة حمد بن راشد الشرقي، عن دار حمد بن راشد 2020، ومجموعة قصصية واحدة تحت الطبع (يوم في الغربة يوم مع الحنين) عن دار الغراب للنشر والتوزيع.
ـ ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟
ـ موهبتي متوارثة عن أمي رحمها الله، عندما اكتشفت نفسي عبر ممرات سرية عبرتها منذ طفولتي، وبواسطة أمي التي ألهمتني كنت أحاول التماس الطريق، جربت مفرداتي، وتماهيتُ في عوالم خارج الوعي، قادتني إلى غيبوبة طويلة، وحين عاد لي الوعي عرفتُ أنَّ نفسي قادتني إلى روحي التي وجدتها تحيا في عالم الكتابة، هذا الاكتشاف كان لأمي ــ رحمها الله ــ الفضل فيه، فقد كانت شاعرة تقول الشعر المحكي والغنائي، وتنقل السرد المحكي عن محيطها منذ طفولتها.
ـ ما الكتاب الأكثر تأثير في حياتك؟
ـ القرآن الكريم، منذ قرأتُ الفاتحة، وتعلقتُ بمعنى قوله تعالى (إياك تعبدُ وإياك نستعين) أعدتُ القراءة عشرات المرات وفي كل مرة أكتشف جديداً يظهر لي بين السطور، شيء من الطمأنينة، شيء من الحكمة، شيء من اللغة، شيء عن الحياة، وربما أِشياء اكتنزها عقلي الباطن في انتظار نضجها.
ـ أول كتاب قرأته؟
ـ ربما أول كتبي كانت روايات، قرأت لفيكتور هيجو (أحدب نوتردام) تأثرتُ بأسلوبه كثيراً، لكني قررتُ بعد ذلك أن أتأثر بالنصوص المكتوبة وليس بأصحابها، لذلك كانت رواية (الشيخ والبحر) إنسانية وخلاقة في نظري بتلك المرحلة العمرية التي قرأتها فيها.
ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟
ـ علاقة مصلحة، أنا كائن نفعي حين يتعلق الأمر بالكتب، تعرفتُ على الكتاب الإلكتروني عندما جفَّت منابع الصحافة الورقية، فوجدتُ نفسي أقرأ الصحف من الإنترنت، ثم هنالك وعبر أحد الروابط الإلكترونية قرأتُ كتاباً بالصدفة، هذا اللقاء بذلك الكتاب تأثرتُ به كثيراً، وعرفني على الشعوب الالكترونية التي تقدم القراءة المجانية بكل كرم، قلت في نفسي لِمَ لا؟ هنالك عقدتُ صداقاتي مع عشرات الكتب، الإناث والذكور، كانوا شعباً رائعاً، مُشبعاً بالمعرفة الخلاَّقة، كرماء، مبتسمين، يجودون بأنفسهم رغم انعدام الرفوف والمكتبات، كثيراً ما أخبرهم عن جمالهم حين يبدو عالم الورق عاجزاً عن توفير العناوين لي، فلا أجد نفسي إلا لاجئة إليهم بكل ثقة.
الكتاب الذي تقرئينه الآن؟
ـ أقرأ كتاباً اسمه (رسائل إلى روائي شاب) لماريو بارغاس يوسا. اختاره لي الناقد الأستاذ الفذ حسن المغربي.
ـ الموسيقى المفضلة لديك؟
ـ الموسيقى الصاخبة والموسيقى الغامضة التي لا تسير على رتم معين، أشعر أنها تفسرني كثيراً.
ـ علاقتك بمؤلفاتك؟
ـ نتعرف على بعضنا أثناء الكتابة، نلتقي كل يوم، وحين أطبعها، تزورني شخصياتها في الواقع، نمضي أوقاتاً جيدة ونحن نتحدث عن تجربتنا، ونحاول أن نصادق آخرين كانوا ينصتون لنا أثناء تجربة الكتابة لكننا تجاهلناهم قصداً، ربما سيكونون معي في مؤلف آخر وسيشتركون معناً في ذات الحوار الذي أخبركم عنه الآن.
ـ هل ستغير الكتابة العالم؟
ـ نعم، ستغيره بالتأكيد، الكتابة أفضل صديقة للعالم، وهي التي تملك مفاتيح كل شيء، العلم والأدب والفضاء وحتى بريد السماء، الكتابة هي رسائلنا الجميلة إلى الله، فهي لا تريد سوى أن نكون ملهمين بشخصها، مكللين بحبها، لأنها تحب الذين يؤمنون بسرها في أرواحنا.
ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟
ـ كتب عديدة، أدب، شعر، رواية، نقد، فن الطبخ، ورسائل سرية تعرفها مكتبتي الصغيرة عني، تحمل سيرتي الذاتية، أشياء عني لا أعرفها إلاَّ أنا وهي وجدار غرفتي ومكتبتي.
ـ ما الذي يشغلك اليوم؟
ـ ليبيا، هاجسي الوحيد، ليبيا التي آمنت بها وآمن بها كل ليبي هي فرحي وحزني، وأريدها أن تكون بخير، لست إنسانة تتملق حزباً أو قبيلة أو جهة أو مدينة، لقد آليت على نفسي أن أختار لها الحرية واحترام الذات وحب بلادي التي تستحق مني هذا الحب وأكثر، لقد كتبتُ نصوصاً كثيرة، وثلاث روايات، وما يزيد عن خمس مخطوطات شعرية بالإضافة لمقالات فكرية، كلها كتبتها واسم ليبيا بين نواحيها وأركانها.