المكتبة (31 )
نخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.
أكرم قطريب (سوريا ـ أمريكا)، خريج كلية الحقوق – جامعة دمشق. محرر ومنسق للشعر العربي في مجلة “نيويورك ريفيو” التي تصدر في نيويورك باللغة الإسبانية. اشتغل في الصحافة الثقافية منذ العام 1996، نشر مقالاته في الحياة والسفير والنهار والمستقبل والقدس العربي والأهرام العربي كصحافي مستقل. يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ العام 2001 .
صدر له:
آكان، أحرث صوتكِ بناي -1995)، و(أقليات الرغبة – 1998)، و(مُسمراً إلى النوم كابنٍ وحيد ـ 2003)، و(قصائد أميركا – 2007)، و(بلاد سرية – 2013 )، و(كتاب الغريق ـ 2016)
BODAS ESPARTANAS( ـ 2014 ، باللغة الإسبانية عن بيت الشعر في سان خوسيه كوستاريكا).
ـ ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟
ـ لا أعرف بالضبط متى حدث ذلك، كل ما أتذكره أنني كنتُ أدوّن في المرحلة الإعدادية بعض الملاحظات اليومية على دفتر مدرسي، دون أن يعرف أحد من أفراد البيت ولا حتى الاصدقاء، إلى أن أتى يوم وعثر عليه بالصدفة أخي الذي يصغرني بعامين تحت الكنبة، سائلاً إياي لمن هذه اليوميات، فأخبرته بالحقيقة. لم يصدق في البداية لكنه أبدى إعجابه بها فيما بعد.
في بواكير المرحلة الثانوية بدأتُ أهتم بالكتب كثيراً، تحديداً كتب الشعر، وانتابتني رغبة غامضة بأن يصبح لدي مكتبة برفوف.
أول ثلاثة دواوين اشتريتها من معرض الكتاب هي: “كانت طويلة في المساء” للشاعر بندر عبد الحميد، وديوان “قصيدة الطين” للشاعر محمد عمران، وديوان “طروادة يلقى حتفه” للشاعر الألباني اسماعيل كاداريه. فيما بعد ألحقتها بدواوين لنزار قباني ومحمود درويش وبدر شاكر السياب ومحمد مهدي الجواهري وصلاح عبد الصبور وأمل دنقل، وثلاثة مجلدات ضخمة بعنوان “موجز تاريخ الفلسفة “. سألتني أمي حينها: ما حاجتك إلى هذه الكتب الضخمة، مع نظرات قلق شديدة في عينيها.
ـ ما الكتاب الأكثر تأثيراً في حياتك؟
ـ رواية “فساد الأمكنة” للروائي المصري صبري موسى.
ـ أول كتاب قرأته؟
ـ هنيبعل بطل قرطاجة.
ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟
ـ في الحقيقة ليست جيدة، أنا كائن ورقي، وثمة ضيق لا أفهمه حين اضطر إلى قراءة كتاب على الشاشة. أحب ملمس الورق وتلك الرائحة الغريبة. الكتاب يؤنس وحشتك، ويؤنس المكان..
ـ الكتاب الذي تقرؤه الآن؟
“نهر السين، النهر الذي صنع باريس”، يجمع بين المذكرات وكتابة الأسفار والتاريخ. تنقل الكاتبة إلين سكولينو الصورة الحية والساحرة لأكثر الأنهار إثارة في العالم، لأنه هوية هذه المدينة وسحرها، الكتاب أيضاً بمثابة رسالة حب إلى مدينة باريس.
ـ الموسيقى المفضلة لديك؟
ـ في الموسيقى الاكتشافات لا تنتهي. الآن أنا مغرم بالأدوار الموسيقية العربية، منها “حبيب القلب عود” لمحمد عبد الوهاب، ودور”أصل الغرام نظرة ” بصوت ماري جبران ونور الهدى. كما أستمع للجاز القديم.
ـ علاقتك بمؤلفاتك؟
ـ مثل علاقتي بألبوم الصور، إنها جزء من ماض مليء، كل قصيدة وكل كتاب يأخذني إلى جهة ما: وجوه، وأماكن، وجرائد، وسفريات، إلى الآلام الهائلة، والسعادة العظيمة حين خرجت هذه الكتب من المطبعة، ولا أنسى دهشتي، كانت واحدة من المسرات العظيمة. إنها الزمن الذي مضى وأخاف أن ألتفت إليه. ثمة وحشة وكلام نسيتُ أن أكتبه أيضاً.
ـ هل ستغير الكتابة العالم؟
ـ نعم بالتأكيد، وهي تتطور مع تقادم الزمن، ومدرجة في كل تفصيل إنساني: من التعليم مروراً بعلاقات السوق إلى السياسة والثقافة وأبسط مفردات التواصل.
تبدو آلية الكتابة هي التي تغيرت الآن، لأن وتيرة الحياة تتسارع، ويتعين على المرء أن يكتب بسرعة أكبر.
ـ ما الذي تحتويه مكتبتك؟
ـ “رسائل الدولفين” المراسلات الشهيرة بين الشاعر الأميركي روبرت لويل وزوجته السابقة إليزابيت هاردويك، و”حياة في كلمات” بول أوستر، و” يوليسيس” جيمس جويس، و”جميع أسبابنا” عناية جابر، “كتاب المخلوقات الوهمية” لخورخي بورخيس ومارغريتا غيريرو.
“آل باتشينو، حوار مع لورنس غروبل”، و”الأنطولوجيا البيانية” عبد القادر الجنابي، و” بلا مغفرة” يوسف بزي، و”البحث عن الزمن المفقود” مارسيل بروست. إلى آخر القائمة.
ـ ما الذي يشغلك اليوم؟
ـ تشغلني سورية ووضعها المأساوي. وأظن أن الذي يجري يفوق أي خيال وهو مزيج من اللامعقول والتراجيكوميديا على جميع المستويات. مأساة الواقع هي امتحان كبير للكتابة