المعركة المهملة، المؤجلة، لن تتوقف على “العصيدة” ولا على “الأضرحة”
إبراهيم قرادة
العديد ممن التقيتهم وتحاورت معهم، ومنهم من التيار الإسلامي الديمقراطي، ينبهون ويحذرون ويتخوفون من أن المعركة المنتظرة القادمة والشرسة جداً ستكون مع “التيار السلفي المتشدد والمنغلق” الذي يحمل في طيات منهجه عدم قبول الآخر وفرض آرائه على المجتمع بالقوة. وله تصورات خاصة للصورة التي يجب أن يكون عليها المجتمع. وبعض تلك المناهج تستقي من النبع نفسه الذي ارتوت منه داعش والقاعدة ونظائرهما.
ومن المخاوف هو تسارع توسع هذا التيار وتمكنه من وسائل القوة الإعلامية والتسليحية والمالية، وسيطرته أو سطوته على الأوقاف والفتاوى والمساجد والمدارس والرياض والمصحات. وأحياناً تخلله لبعض مؤسسات الدولة ومفاصلها في تحالفات تكتيكية، غير معروف فيها من الأذكى، ومن يتربص بالآخر، ومن يتغدى قبل أن يتعشى به؟
طبعا، بدون تعميم، أي باستثناء المدارس السلفية الدعوية المتسامحة، التي تنبذ العنف والإكراه، ولا تصر على احتكار الصوابية وتقبل المختلف في مناهجها.
إنها المعركة المؤجلة، التي نتحاشى الحديث عنها، خوفاً منهم أو عساهم يهتدون.