المشير حفتر “يلسع إيطاليا” من نيامي
218TV|خاص
بعض الألعاب الشعبية تصلح لتسييلها في السياسة وفي علاقات الدول، ومن تلك الألعاب لعبة (X|O) الشهيرة التي يتنافس فيها إثنان وفق مربعات ثابتة ومعلومة تقوم يتسلح أحدهما بـ”O”، فيما الآخر بـ”X”، وعلامة النجاح فيها لمن يتمكن من وضع حرفه في ثلاث خانات متصلة أفقياً أو عمودياً بدون أن “يُنغّص” عليه الخصم، وأن يقطع عليه هدفه بكسر مربعاته بحرف مُباغِت، إذ خُيّل لانطباعات وتحليلات مواكبة داخل ليبيا وخارجها لزيارة المشير خليفه حفتر إلى النيجر أمس بأنها محاولة لأن يضع “X” أمام الـ”O” الإيطالية في الجنوب الليبي.
منذ أشهر تُطوّر روما “مقاربتها الخاصة والغامضة” في مدن الجنوب الليبي، وتُحاول أن تُوجِد لنفسها “قاعدة نفوذ عميقة” هناك، وهو أمر ممكن إذا ما تواطأت دولة مجاورة أو أكثر مع “الرغبة الإيطالية”، لكن توجه المشير إلى نيامي ولقائه “ضُبّاط الإيقاع” في ذلك البلد المُهم في القارة السمراء، والجار الجنوبي لليبيا يُعطي انطباعاً أن المشير حفتر قد أطلق فعلياً “مرحلة التنغيص” على خطط روما في ليبيا.
الجنوب ملف حيوي لليبيا وللجيش الوطني الذي يفتح ملفات الإرهابيين في المدن واحدة تلو الأخرى، فبعد إنجاز مهمة تحرير درنة، تتجه “أعين وخطط” الجيش نحو الجنوب، لضرب الإرهاب والعصابات المارقة التي باتت تمتهن كل أنواع “التجارة المُحرّمة والمُجرّمة”، في ظل “حدود ذائبة” مع دول مجاورة لم تفعل الكثير لحماية ليبيا والليبيين في السنوات الأخيرة، فيما باتت قيادة الجيش بأن “مهمة الجنوب” لن تكون سهلة من دون “تشبيك إقليمي” يضبط الحدود، ويُفْشِل الخطط السرية التي باتت تُنْصب للجنوب.
كثيرون قالوا داخل ليبيا وخارجها إن إيطاليا التي كانت قريبة من ملء أول خانة ليبية بحرف “O” فوجئت بالمشير حفتر وهو يضع “X” أمام روما، لكن من نيامي هذه المرة على شكل “لسعة سياسية”.