المسماري شمعة مضيئة أطفأها غدر الظلاميين
تقبل ذكرى رحيل الناشط السياسي والمنسق العام لائتلاف ثورة السابع عشر من فبراير عبدالسلام المسماري وسط مختنقات سياسية وتصادم مسلح.
المسماري الذي كان سباقاً إلى الدعوة لتأسيس الدولة المدنية وهو مالم يرق لقاتليه فقرروا إسكات صوته بقوة المسدس والبندقية .
“لابد من ليبيا وإن طال النضال” عبارة تحولت إلى أيقونة خالدة من رجل لن يمحى من ذاكرة ليبيا، إنه الراحل عبد السلام المسماري الذي غادر بنغازي وليبيا والدينا من بابها الواسع بعد اغتياله جسداً من أمام مسجد بوغولة ليخلد روحاً ومواقف تاريخية.
رحل المسماري مبكراً قبل أن تتصحر البيئة السياسية في البلاد، ويتوحش معها الصراع العسكري ويحتدم، رحل المسماري عام 2013 في مقدمة الحرب الطويلة والمنهكة نحو الدولة المدنية، التي كان الحديث عنها في تلك الفترة هرطقةً ودعوى للانحلال والتفسخ وضرباً لـ”أسلمة” فبراير .
كان الرّاحل أول من انتقد محاولات سيطرة جماعة “الإخوان المسلمين” على “المجلس الوطني الانتقالي” السابق، ولأن “ليبيا الواحدة” حلمه الذي “لم يتحقّق” بعد، فقد رفض المسماري تصرّف الجماعات المسلّحة التي حاصرت وزارتي “الداخلية” و”العدل” في طرابلس في مايو 2013، ليقرّر الرصاص الغادر المنطلق من أيادي الغدر العابثة بليبيا في 26 من يوليو 2013 أن يزهق روح “المسماري”، ويبعثر أحلامه بالدولة المدنية على إسفلت الحروب والمؤامرات؟
بين عامي 1959 – 2013 ، كتاب بدفتيه تم طيّه ،لكن صفحاته ما تزال عابقةً بالجمل الرنانة والشعارات القوية، وكما بدأنا أول التقرير اقتباساً من المسماري نختم : لابد من ليبيا وإن طال النضال.