المستنقع الليبي.. ينقصه “بلاك ووتر”؟ “غارديان” تكشف
218TV| خاص
يُعْتقد أن شركة “بلاك ووتر” للخدمات الأمنية –سيئة الصيت- عالمياً بسبب سجلها المليء بانتقادات وتجاوزات ضد حقوق الإنسان في مناطق عدة من العالم، قد بدأت تقترب من الساحل الليبي في إثر عرض من مؤسس الشركة إريك برنس لم يُعْلن عنه بعد، إذ يتضمن عرض “بلاك ووتر” تشكيل قوة شرطة من عناصر الشركة ونشرها في المناطق الحدودية لليبيا مع دول أفريقية يُعْتقد أنها منبع الهجرة إلى ليبيا في مرحلة أولى، والانتقال من سواحلها نحو السواحل الأوروبية، في وقت يُظْهِر فيه العالم وهو عاجز عن صد الموجات البشرية.
معلومات مثيرة انفرد بها ستيفاني كيرشغيسنر في مقال له بصحيفة “غارديان” البريطانية، إذ كشف أن مالك الشركة الأمنية المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في عرضه الذي يرجح أن يحصل على دعم أميركي، إن المقترح سيكون خيارا أكثر إنسانية للاتحاد الأوروبي مقارنة بالفوضى التي تعم ليبيا، مُصوّبا باتجاه ما وصفه ب”الخروقات الإنسانية” الكثيرة، المُمارسة في ليبيا في إشارة على الأرجح بشأن “جدل العبودية” الذي أُثير مؤخرا.
الصحيفة البريطانية تُلمّح إلى أن برنس الذي دعم حملة ترامب الانتخابية بنحو ربع مليون دولار أميركي العام الماضي، سيرشح نفسه لمنصب حاكم ولاية “وايوومينغ” ويُنْتظر أن يحظى بدعم ترامب، علما أن شقيقة برنس هي ماري دوفوس التي تتولى حقيبة التعليم في إدارة ترامب، بما يجعل الطرق سالكة أمام ضلوع “بلاك ووتر” بمقترح الشرطة الخاصة لوقف تدفق الهجرة عبر ليبيا، فالمقترح يستعرض القدرة على توقيف واعتقال، وتسكين وإعادة عشرات الآلاف من اللاجئين الأفارقة، الذين يسعون للسفر إلى أوروبا، إلى بلدانهم.
المقترح –وفقا للصحيفة- يقول إن برنس عرض تقديم هذه الخدمات مقابل ما اعتبره “جزءاً طفيفاً” من الثمن الذي يدفعه الاتحاد الأوروبي على القوارب التي تعترض المهاجرين في البحر المتوسط، في إشارة على الأرجح إلى عملية “صوفيا” البحرية.
عالمياً، لا يُنْظر إلى أداء “بلاك ووتر” بالرضى، ويُعْتقد على نطاق واسع أن الشركة الأمنية التي تعتمد على الآلاف من المرتزقة حول العالم، قد تزيد الطين الليبي بللاً، فالمستنقع الليبي سياسياً وأمنياً لا يحتاج إلى مزيد من الإخفاقات والتجارب.