“المرصد السوري”: أنقرة تتوقف عن نقل المُرتزقة من ليبيا
تقرير 218
ملف المرتزقة السوريين؛ ما يزال يحمل الجديد في كل مرة، في ظلّ إصرار أنقرة على تحريكه متى أرادت، وبما يتوافق مع مصالحها، وجديده هذه المرة؛ يتمثل في توقف عملية عودة الفصائل المقاتلة من ليبيا إلى سوريا، منذ قرابة شهر ونصف؛ الأمر الذي يزيد التوقّعات باندلاع حرب جديدة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو الجهة المهتمة بهذا الملف؛ كشف في آخر تقرير له، صدر أمس، أن الرئاسة التركية لم تعد تنقل المرتزقة من ليبيا، حيث أوقفت نقل الفصائل المقاتلة من مناطق غرب البلاد إلى أماكنهم السابقة في سوريا، منذ ما يقرب من شهر ونصف.
ويأتي إيقاف نقل المرتزقة ضد اتفاق وقف إطلاق النار ،الذي وقعت عليه اللجنة العسكرية المشتركة المكوّنة من أعضاء من الجيش الوطني وحكومة “الوفاق”، التي ذهبت إلى أنقرة تستنجد بها، فدفعت الأخيرة بالآلاف من المقاتلين إلى الساحة الليبية حتى صاروا “خير سند وخير معين” للتشكيلات المسلحة الموجودة غربَا.
وقال “المرصد” إن تعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية بلغ نحو 18 ألف مرتزق من الجنسية السورية، من بينهم 350 طفلاً دون سن الـ 18عامًا، وعاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 10,750 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، في حين بلغ تعداد “الجهاديين” الذين وصلوا إلى ليبيا، “عشرة آلاف” بينهم ما يقرب من 2500 من حاملي الجنسية التونسية.
ملف المرتزقة في ليبيا؛ يثير الريب والشكوك، فهو يطرح التساؤلات حول جدية الأطراف الدولية ونواياها تجاه الأزمة في ليبيا، خصوصًا أنها تنادي بضرورة الحلّ السلمي وتجنّب الحرب، وتلوّح بعصا العقوبات التي لم يتبين، حتى اللحظة، أنها عصا غليظة قادرة على لجم أي طرف يدفع بمرتزقته إلى ليبيا، وهم بعشرات الآلاف؛ في خرق لكل القوانين والأعراف الدولية.