المرأة الليبية في سوق العمل.. حضور خافت “قسريًا”
تقرير 218
واجهت المرأة في بداية نهوضها تحديات كبيرة حتى أثبتت أن دورها لا يقل عن دور الرجل، في الوقت الذي تسلمت فيه المرأة مناصب قيادية و سيادية، بالإضافة إلى خوضها العمل في شتى مجالات الحياة.
وعلى الرغم من محاولات نهوض المرأة الليبية؛ فإنها ما تزال توجه العديد من العراقيل في طريقها لأسباب كثيرة لعل أبرزها عدم استقرار الوضع السياسي في ليبيا من انقسامات الحكومات وتدهور الوضع الاقتصادي، عدا عن عدم وجود استثمارات كبيرة في البلد الغنية بمواردها النفطية.
وبحسب دراسة اجتماعية أعدّها الباحث الليبي محمد تنتوش و الباحثة هالة بوقعيقيص بعنوان “المرأة في سوق العمل”؛ فإن المرأة في ليبيا تواجه مشاكل عديدة لإثبات نفسها في سوق العمل أبرزها “الانقسامات السياسية وغياب الأمن عن سوق العمل، وغياب المشاريع الاستثمارية”؛ الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع نسب البطالة، وأثّر بصورة خاصة، في عمل المرأة.
وعلى الرغم من التقدم الملموس الذي تحقق على مدى الـ 20 عاما الماضية في العالم؛ لا تزال إحصاءات منظمة العمل الدولية تظهر أوجه عدم مساواة مستمرة بين النساء والرجال بشكل عام، بالتزامن مع تدني احتمال مشاركة المرأة في سوق العمل مقارنة بالرجال، بما يرجح أن تكون المرأة عاطلة عن العمل في معظم أنحاء العالم.
المرأة الليبية استطاعت أن تثبت نفسها في مطارح كثيرة، وليبيات كثيرات استطعن أن يلوحن بيد النجاح للعالم أجمع؛ إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان سببها خلل النظام السياسي الداخلي أحبطت مساعيها في بلدها لإيجاد فرصة تستحقها أو أن تكون في مكان مناسب يتماشى مع قدراتها وإمكاناتها.