المدربون الألمان.. عندما تنتصر ميزانية التكتيك والصبر
قبل عام من الآن لم يكن لمدرب بايرن ميونيخ هانزي فليك أي وجود على خارطة التدريب العالمية ولا يملك في تاريخه إلا لقب كأس العالم عام 2014 كمساعد للمخضرم يواخيم لوف وبعض التجارب التي لم تكن بارزة منها تدريب نادي هوفنهايم بين أعوام 2000-2005.
في ألمانيا أيضا، يبلغ جوليان وناغليسمان من العمر 33 عاما فقط ويكبره بعض اللاعبين في فريقه سناً، ولم يكن متابعو كرة القدم يتوقعون نجاح المدرب الشاب الذي بلغ نصف نهائي دوري الأبطال واحتل المركز الثالث مع فريقه في ختام البوندسليغا.
وربما يكون الألماني الثالث توماس توخيل مدرب باريس سان جيرمان أكثرهم حضورا لكن نتائجه غير الإيجابية على صعيد دوري الأبطال وهو ما يمثل الحلم بالنسبة لباريس سان جيرمان جعله على مقربة من مغادرة الفريق، حتى أن بديله كان بنسبة كبيرة الإيطالي ماسيمليانو أليغري لكنه في نهاية المطاف خالف التوقعات وانتصرت إرادته عندما وصل بالفريق للمرة الأولى في تاريخه لنهائي الأبطال رغم الخسارة في المباراة النهائية أمام بايرن ميونيخ.
وصل المدربون الألمان في القرن 21 إلى نهائي الأبطال في 8 مناسبات مسجلين حصيلة هي الأعلى. يعملون بأقل الإمكانيات المالية مقارنة بأوجه الصرف في باقي الأندية ولديهم استطاعة كبيرة على تكوين منظومات قوية.
فليك .. قلب المعادلة
لم تكن بداية بايرن ميونيخ في الدوري الألماني مبشرة لأنصاره، فقد سقط الفريق كثيرا وترنح وابتعد عن عرشه وكثرت المشاكل داخل غرف الملابس بين اللاعبين وطالب عدد من الجمهور بالتغيير الجذري.
اتخذت إدارة الفريق البفاري قرارها وعينت هانسي فليك خلفا لـ نيكو كوفاتش ومعه تحسنت النتائج وتوج بايرن ميونيخ بلقبي الدوري الألماني والكأس واختتم موسمها بلقب دوري أبطال أوروبا وهو على مقربة من تحقيق كأس السوبر الأوروبي عندما يواجه إشبيلية في 24 من سبتمبر الحالي.
يقول رئيس النادي البافاري كارل هاينز رومينيغه: “إن تعامل فيليك مع اللاعبين بطريقة إيجابية كان وراء استعادة الفريق لبريقه ومعه تمكنا أيضا من اللعب بأسلوب أكثر جاذبية”
ناغليسمان.. مفاجأة سارة
في عمر 33 عاما فقط قاد جوليان ناغليسمان فريقه لايبزيغ إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وخرج أمام باريس سان جيرمان لكنه انفرد بحوصلة من الأرقام التي ميزته عن غيره، حيث أصبح أصغر مدرب في تاريخ البطولة يفوز في الأدوار الإقصائية عندما هزم لايبزيغ توتنهام الإنكليزي الذي يقود البرتغالي مورينهو ولم يكتفي بذلك عندما نجح في إقصاء أتليتكو مدريد ومدربه الأرجنتيني ديغو سيميوني.
ناغلسمان يصغر في العمر ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.. ترك كرة القدم عام 2007 بعد كثرة الإصابات واتجه لجوانب اكتشاف اللاعبين الصغار بنادي أوجسبورغ قبل أن ينظم لمشروع لايبزيغ الداعم الحقيقي للوجوه الشابة.
توخيل الصبور
عند قيادتك لفريق مثل باريس سان جيرمان يمتلك كما هائلا من النجوم وميزانية مفتوحة سنوية تؤهله لخطف أي لاعب فإن الضغوط ستنهال عليك بشكل كبير فالجميع يتوقع كل موسم أن يفعلها الفريق الفرنسي ويصل للنهائي أو يتوج به لكن الإخفاق ظل يلاحقه ويخرجه من الأدوار الإقصائية.
باريس سان جيرمان الفريق الفرنسي الذي تأسس عام 1970 كان أبرز إنجاز له عام 1995 بوصوله للدور نصف النهائي من دوري الأبطال وغادر وقتها على يد ميلان.
ومع توخيل الألماني الصبور الذي حقق نجاحات كثيرة رفقة بروسيا دورتموند كان قرار إقالته يلوح في الأفق في الفترات الأخيرة لكنه صنع التاريخ بوصول الفريق الفرنسي لنهائي الأبطال ومعه كبرت أحلامهم في الحصول على اللقب في المواسم المقبلة.