الليبيّون لغسان سلامة: ننتظر كشف الحساب ومعاقبة الفاسدين
لم تكن ردودُ الفعل السريعة والتعليقات على ما أثاره المبعوث الأممي غسان سلامة في حديثه الذي كشف أن الفساد في ليبيا، ليس فسادًا عاديًا، إنما مُمنهج، من المسؤولين الليبيين هذه المرة، بل كانت من الليبيين والليبيات الذين أعلنوا عكس ساستهم، أن ما قاله ويقوله المبعوث الأممي عن الفساد في ليبيا، أمرٌ لا يُمكن الجدال فيه، وأنهم وحدهم الذين دفعوا ويدفعون ثمن الفوضى وانتشار الفاسدين في كل يوم تعيشه ليبيا.
وجاءت تصريحات الليبيين والليبيات، فور تجديد المبعوث الأممي تأكيده على وجود الفساد، وقد نقلها موقع 218 على منصّاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. وتوالت الردود والتعليقات، ومنها ما كان يُعلن تضامنه مع كل ما ذكره سلامة، وآخر يقول إن المبعوث الأممي يُخاطب الليبيين والليبييات هذه المرة ولا يخاطب المسؤولين، في إشارة منه إلى ضرورة أن يفهم أهل ليبيا ما يُحاك ضدهم وضد مستقبل أطفالهم في بلدهم، التي تعيش فيها المؤسسات الخدمية أوضاعا مأساوية، رغم تصدير ليبيا يوميا 1.3 مليون برميل من النفط.
ولمّح سلامة في سلسلة تغريداته، بأنه لا يُصرّح من فراغ أو بحثًا عن الأضواء، إنما لدوافع واقعية تعيشها ليبيا اليوم في ظل شراسة الفوضى والفساد الذي أصبح الحاكم الأوحد فيها، ولم تعمل الجهات الرسمية في الدولة، على كبحه أو مكافحته، بل انشغلت في الصراع على المؤسسات السيادية والمالية تحديدا.
واللافت للنظر، أن صراعا خفيًا أصبح يتضاعف يومًا بعد يوم، مع اقتراب الاستحقاق المرتقب الملتقى الجامع، في الرابع عشر من أبريل القادم. ويحاول سلامة أن يبلغ من يخالفه في تصريحاته حول الفساد، أن البعثة تعرف الكثير، وترغب أن يفهم الليبيّون والليبيّات جيدا أن بلدهم يحكمها نهّاب الثروات، وقد يستمر نهبهم سنوات أخرى، إن لم تكُن هناك محاسبة حقيقية لمن أجرم وأفسد حياة الليبيين وحوّلها إلى جحيم يتغوّل عليهم كل يوم، منذ سنوات.