الليبيون يستذكرون رَجُلَي المصالحة “انطاط واسباقة”
تقرير| 218
عند فتح ملف المصالحة في ليبيا، فبلا شك سيحضر في الأذهان اسمان من الشخصيات التي ساهمت في رأب الصدع وعمِلت في ظروف صعبة وقاسية على تهدئة النفوس في كل بقعة ليبية، هُما عبدالله انطاط وخميس اسباقة، العضوان بالمجلس الاجتماعي بني وليد، اللذان طالهما رصاص الغدر في 29 سبتمبر 2017، أدّى إلى مقتلهما رفقة اثنين من مرافقيهما، كانوا في مهمة تصالحية.
وفي الذكرى الثانية لمقتل شيوخ المصالحة، يغيب هذا الملف الأكثر أهمية في ظل الصراعات السياسية والمسلحة، التي لم تنطفئ منذ سنوات، بسبب المصالح الضيقة لبعض الأطراف في المشهد الليبي.
وللرجلين، انطاط واسباقة، مواقف ثابتة وراسخة في الصلح والسعي لإنهاء الخصومة الاجتماعية بشكل خاص، كانت علامة فارقة أثبتت نجاحها على مدى سنوات مضت في ليبيا، وأعادت الأمل بأن الخصومة الليبية هي خصومة الأشقاء الذين يسكنون بيتا واحدا، لا عداوة كما يُسوّق لها البعض.
ولم تكن مساعي شيوخ المصالحة، تتم عبر الدعوات الدولية، أو في الفنادق الفاخرة، كما يفعل عادة ساسة البلاد على مدى سنوات، بل كانت عبر دوافع اجتماعية ووطنية، ترسخّت في وجدان الرجلين، وبقت إلى يومنا هذا، شاهدة على مرحلة ليبية أصيلة كتب فصولها “عبدالله انطاط وخميس اسباقة”.