الليبيون يتخوفون من “مرض اجتماعي”.. “فيسبوك” أم “الضي”؟
218TV| خاص
يُتداول في ليبيا “تساؤل طريف” يقتضي أن يُفاضِل الليبيون بين “الضي” – الهارب غالبًا- وبين “الجنرال الأزرق” –موقع فيسبوك- الذي أدمنه الليبيون بشراهة غير مسبوقة، بوصفه “الباب الوحيد” للتواصل بين هؤلاء الذين اختاروا “الغربة القسرية”، وهؤلاء الذين لم يجدوا بُداً من البقاء داخل ليبيا، مُتحملين أسوأ تجليات حياة “ما دون الأدنى”، انتظارا لـ”تسويات سياسية” تأخرت كثيرا ظل “فيسبوك” في إثرها “الكاميرا والصوت” لنقل ما يحصل على الأرض.
السؤال الطريف وهو أحد تجليات “الكوميديا السوداء” في ليبيا يذهب مباشرة إلى “الإجابة الصادمة”، وهي أن الليبي بات يتعايش مع فكرة ضي لا يأتي كثيرًا، خصوصًا في أشهر الصيف الذي يبدأ مبكرًا جدًا في عدة مدن ليبية، حيث تزداد الأحمال إلى مستويات غير مسبوقة، لكنه لم يعد يطيق غياب الإنترنت، وبالتالي “فيسبوك” الذي أصبح بوابته إلى العائلة المُشتتة إن داخل ليبيا، أو في الشتات خارج الوطن، فالعديد من الأخبار تنطلق شرارتها من الفيسبوك لتصل لاحقا إلى المؤسسات الإعلامية والصحافيين، إذ يتفوق الجنرال الأزرق على العديد من المؤسسات الإعلامية في نقل الأحداث.
لا توجد إحصائية دقيقة أو محددة بشأن نطاق وجودة خدمة الإنترنت التي تُقدّمها شبكات الاتصالات العاملة على الأرض، لكن يبدو أن هناك تذمرًا ليبيًا ترصده الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي من “سوء الخدمة” التي يلاحظها مستخدمو الشبكة طيلة اليوم للبقاء على تواصل مع القرية العالمية الافتراضية، التي تجعلك “تهدرز” مع أقرب الناس إليك، حتى لو كان أبعدهم عنك جغرافيًا، عدا عن سعرها المرتفع الذي لا تطيقه غالبية الأسر الليبية التي تكتوي أساسا بنقص في السيولة المالية التي تأتي نادرًا، وغالبًا لا تكاد تكفي احتياجات الحد الأدنى من حياة كريمة.
تسأل أوساط مُهْتمة هل “الفيسبوك” في ليبيا أهم من “الضي”؟ يبدو أن إجابة السؤال الطريف في طريقها لأن تصبح حقيقة ثابتة لا يمكن إنكارها أو القفز فوقها، وهو وضع قد يدفع الخبراء الاجتماعيين لأن يُخضعوه لدراسة مُستفيضة، ومعرفة ما إذا كان هذا الوضع “حالة إيجابية”، أم ظاهرة سلبية تستدعي تدخل المختصين بوصفه مرضًا اجتماعيًا “مُسْتجدًا”.