الليبيون في الغربة.. “إنفاق مُرّ” على “عائلات الداخل”
218TV|خاص
تقطعت السبل بالسواد الأعظم من الليبيين بفعل “السنوات العجاف”، وهي سنوات ابتلعت السيولة التي لا تأتي إلا نادرًا مُتحدة مع “غلاء فاحش” ضرب الأسواق الليبية في ظل غياب تام للدولة وأجهزتها، مثلما ابتلعت مدخرات “نون النسوة” في ليبيا، إذ حضرت نساء ليبيا في تفاصيل الأزمة ك”وجه مشرق”، وهو ما لطّف كثيرًا من الأزمة التي تتمدد ب”رشاقة لافتة” بين منازل الليبيين، فالثابت حتى الآن أن للأزمة “وجوهًا أخرى” لم تظهر حتى الآن، ف”الصبر الليبي” في أوجه بانتظار أن تمضي هذه السنوات بكل “قسوتها وجبروتها”.
من “الوجوه الأخرى” لهذه الأزمة هي “صبر” الليبيين الذين اضطروا إلى “النزوح الخارجي” بعيدا عن الوطن، إذ إنَ أغلب المغتربين الليبيين يقومون بالإنفاق من “دخل محدود” بالكاد يكفيهم، على عائلات أخرى في الداخل الليبي، فأحد المغتربين يقول بمرارة إن أقل ليبي يقوم بالإنفاق على عائلة أو أكثر في ليبيا، لكن كثيرين لا يستطيعون إرسال الأموال فهم يعانون من ضائقة مالية، خصوصا وأن العديد من المغتربين الليبيين تتقطع عادة بهم السبل في الغربة بدون أي معين سوى الله، فالشكوى لغيره في الأدبيات الليبية “مذلة”.
لا توجد أرقام محددة لعدد الليبيين المغتربين، مثلما لا توجد إحصائية تشير إلى حجم التحويلات المالية من ليبيي الخارج إلى ليبيي الداخل، لكن مغتربون كُثُر يعتقدون أن إرسال أي مبلغ مهما قلّ فهو كفيل بتلطيف المأساة الإنسانية لعائلاتهم وأقاربهم في الداخل، في ظل الاستفادة من الفرق الهائل في سعر صرف الدينار الليبي أمام عملة الدولار الأميركي، فمائة دولار يمكن أن تُصرّف إلى نحو 800 دينار ليبي، وهي كفيلة بسد احتياجات الحد الأدنى شهريا، رغم صعوبة الواقع، والغلاء الذي لم يعد أحد يقوى على وقفه.