الليبيون حائرون بين “أدوية فلكية” و “طب شعبي”
218TV|خاص
يعيش الليبيون حيرة لافتة تُضاف إلى سلسلة من المسائل المُحيّرة التي تضغط على حياة الليبيين يوميا مع حالة حياة “الحد الأدنى” التي يبدو أن السواد الأعظم من الليبيين قد استسلموا لها تماما، إذ بدأ الليبيون يتعايشون مع حياة ما دون التقشف، والاستغناء عن حاجات أساسية، إذ أصبحت غير مهمة لهم، مع سيولة لم تعد تأتي أبدا، وكذلك الضي الهارب الذي أصبح يشح كثيرا في الأيام الماضية، وسط حالة يمكن وصفها ب”انسداد الأمل” بولادة حل ليبي يوقف الأزمة، ويعيد حياة الليبيين -ولو بالتدريج- إلى مستوى أفضل لا يزيد كثيرا عن الوضع الحالي “المأساوي”.
من الأشياء المهمة التي استغنى عنها الليبيون في “الزمن الرديء” هي الدواء المُخصّص ل”الأمراض الموسمية” مثل نزلات البرد، إذ يمكن القول إن الليبيين لا يذهبون إلى الأطباء للمعالجة، بل يتجهون إلى الصيدليات لوصف أدوية مُسكّنة، وسط مخاوف من اتساع هذه الظاهرة التي تُهدّد حياة الليبيين، خصوصا في ظل وجود فرضيات ألا يكون المرض مرضا موسميا خفيفا، إذ يمكن أن تتشابه الأعراض مع أمراض خطيرة تستدعي تدخلا طبيا، وعبر أدوية مضادة يحتاج إليها الجسم منعا لتفاقمه نحو أمراض ومستويات أخرى.
عديد من المرضى يذهبون إلى “المُسكّنات الرخيصة” هرباً من دفع “كشفية الطبيب” خصوصا في غياب تام للسيولة النقدية، مع تسجيل حالة من تناقص عدد الأطباء العاملين إن في المشافي والمراكز الطبية أو في العيادات الخاصة، والمجمعات الطبية، إذ أصبح الأطباء في السنوات الأخيرة هدفا لحالة قتل واختطاف وتعذيب وسطو.
هناك وجه آخر ل”المأساة الصامتة” وهي أن أعداد كبيرة لا تذهب مع ظهور أعراض مرضية لا إلى الطبيب، ولا إلى الصيدلية بل تذهب إلى “وصفات شعبية”، أو ما يُعرف ب”الطب الشعبي” وهو وباب جديد لأنواع من النصب والاحتيال والدجل، إذ إن دول كثيرة ترفض اعتماد هذا الطب، بل سجل في دول عدة “كوارث” على صحة المرضى، خصوصًا وأن أغلب من امتهنوها حديثا كانوا بلا خبرة أو معرفة ب”الأعشاب الموصوفة” التي يحتاج صرفها – على فرض قدرتها على العلاج- إلى خبرة ومقادير وطريقة إعداد، وغالبا طريقة تناولها، إذ يُنْظر إلى بعض الأعشاب بأنها “سامة جدا”، فيما أنواع أخرى أصبحت ملوثة، وتحتاج إلى طريقة قطف خاصة، وتعقيم وتنقية، وهو ما يُفاقِم المشكلة.