الـ”Social media” لا يزال يبحث عن “ماكرون الليبي”..ممكن؟
218TV.net خاص
عندما يصعد الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون “عتبات قصر الإليزيه” سيدا جديدا له طيلة السنوات الخمس المقبلة، فإن “الحسرة” ستأخذ طريقها إلى صدور ملايين العرب، لكن الحسرة يمكن أن تكون أشد في صدور الليبيين الذين يبحثون عن “زعامة جديدة”، تُنْسيهم عذاب “زعامة العقيد” التي “استبدت” طيلة أربعة عقود، إذ وجد الليبي نفسه على الهامش بمجرد فتح “البوابات الليبية” على “الحقيقة” خارج أسوار رجل إسمه معمر القذافي.
يتساءل الليبيون عن سر غياب “ماكرون الليبي”، الذي توفر في “ماكرون الفرنسي” ليحصد 65% من أصوات الفرنسيين، مع أن الرجل لم يمر بأية تجربة انتخابية قبل انتخابات الإليزيه، التي لم ينل من الخبرة إلى طريقها سوى “علوم اقتصادية” و “كاريزما” صنعتها وقوتها لديه حينما كان طفلا معلمة تكبره بخمسة وعشرين عاما، لم تمض سنوات كثيرة حتى ثابرت ليكون “زوجا” و “رئيسا”، بينما قرر هو أن يجعل منها “السيدة الأولى”.
وباستثناء “الخِطابة” و “الكاريزما” التي تعهدتها بريجيت ترونيو، فإن ماكرون اتجه منذ البداية صوب ال” Social media ” في مسعى ل”صناعة الفرق”، فيبدو أن “لوحة أزرار” أي جهاز ذكي أصبحت العامل الأهم في حسم الزعامات، إذ لم يكن ماكرون المُتباهي بعلومه الاقتصادية شيئا قبل أن يُنشئ صفحته على موقعي “فيسبوك” و “تويتر” إذ بدأ بإدارج أرائه الاقتصادية، والتي أطلقت “زحفا شبابيا” تجاهه، حيث رأوا فيه زعامة المستقبل”، قبل أن يلتفت إليه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند الذي ضمه فورا إلى فريقه الرئاسي في الإليزيه، ليصبح بعدها وزيرا للاقتصاد في حكومة مانويل فالس.
عرف السر إذا إيمانويل ماكرون، فحينما أطلق خطوته التي فاجأت الجميع بالترشح لرئاسة فرنسا، لجأ إلى ال” Social media ” مستعينا ب”سحره الخاص”، إذ أطلق صفحة رئاسية جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي ضمت إليها في غضون أيام قليلة مئات الآلاف تباعا، قبل أن تصبح “صفحة مليونية” فالرجل كان عبر ضغطات بسيطة على أزرار هاتفه “يرفع ضغط دم” منافسته ماريان لوبان، التي كانت تلجأ دائما إلى تذكيره بأن الأمم لا تُدار بال” Social media “.
أين “ماكرون الليبي”؟ هو سؤال يكاد كل ليبي يمتلك “فيسبوك” أو “تويتر” أن يطرحه، وهو سؤال شائك ومعقد، فالليبيون يقضون ساعات طويلة يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن “ماكرون الليبي” لم يظهر حتى اللحظة، رغم “الضجيج” الذي يثيره كثير من الليبيين على منصات التواصل الاجتماعي.
أوساط ليبية مضادة تقول إن أسئلة أخرى ينتظر أن تسبق سؤال “ماكرون الليبي”، وأهمها هل نقبل في ليبيا من حيث “البيئة والوعي” أن نُسلّم الزعامة لشاب لمجرد أنه أحد نجوم ال” Social media “، ويقول آراءه حسب تخصصه، ومن الأسئلة أيضا هل نقبل أن يظهر “ماكرون الليبي” وقد أحب معلمته، ثم تزوجها مع فارق في العمر يصل إلى “المحرمات الاجتماعية” في بلد مثل ليبيا.
وتلفت الأوساط إلى أنه يجب “صناعة العقلية” التي آمنت ب”ماكرون الفرنسي” أولا، قبل أن نُخطّط لإيجاد “ماكرون الليبي”، فيما يشير ظرفاء إلى أنه لو ظهر بين الليبيين “ماكرون الليبي” لتعاملوا معه كما تعاملوا مع ظاهرتي “تشارلي” و “حبة الفيل”، وكأن لسان حال الليبيين في الزمن الرديء لا يُفارق مفردة: “الله غالب”.