الغارديان: الصفقة الإيطالية مع “العمو”.. تقترب من الانهيار
نشرت صحيفة الغارديان اللندنية مقالا حول اتفاق الهجرة الذي أبرمته إيطاليا مع “المليشيات” الليبية واحتمال انهياره جاء فيه:
الصراع الدموي على السلطة في ميناء صبراتة الليبي الرئيسي، وهو مركز الاتجار بالبشر إلى إيطاليا. قد يقوض جهود الحكومة الإيطالية ويعرضها لخطر الانهيار ويؤثر عليها سياسيا
ويعتبرُ الحزب الديمقراطى الحاكم إستراتيجية وقف تدفق الأشخاص من ليبيا – المدبرة بشكل كبير من قبل وزير الداخلية الإيطالي ماركو منيتى – بالغة الأهمية للفوز بالانتخابات في الربيع القادم.
لكن الحزب يتعرض للهجوم على سياساته من مجموعة من الأحزاب الشعبية المناهضة للمهاجرين التي، إذا نجحت ستدمر خطط القادة المؤيدين لأوروبا من أجل إقامة اتحاد أوروبي أقوى وأكثر تكاملا
ويعزى الانخفاض في عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا من ليبيا خلال الصيف إلى عوامل كثيرة، منها خفر السواحل الليبي المدرب إيطاليا والأكثر قوة وعدوانية والذي يعيد 60٪ من السفن التي تغادر الساحل.
إلا أن الإيطاليين توصلوا أيضا إلى تفاهم مع “الميليشيات” لوقف عمليات التهريب في صبراتة التي تعتبر ميناء المغادرة الرئيسي للمهربين.
كما وردت تقارير متكررة عن صفقة سرية قام بها وزير الداخلية الإيطالي مع عصابة تهريب قوية قوامها 500 شخص في صبراتة، بقيادة الدباشي، المعروف أيضا باسم العمو.
وتفيد التقارير بأن “عشيرة”- كما ذُكرت في الصحيفة- الدباشي، التي تسيطر على ثلاثة معسكرات اعتقال رئيسية للمهاجرين في المنطقة، وافقت على إقفال أعمالها المربحة مقابل الحصول على الأموال والنفوذ السياسي. يذكر إن “ميليشيات” الدباشى ذكرت مرارا وتكرارا فى تقارير الامم المتحدة والحكومة الأوروبية بأنها إحدى جهات التهريب.
ولكن يبدو أن الصفقة أثارت صراعا على نطاق أوسع في السلطة في المدينة، ولا سيما بين ميليشيا الدباشي من جهة وبين غرفة عمليات محاربة تنظيم داعش من جهة أخرى. ومن المفارقات، أن جميع المجموعات المتقاتلة على جدول الرواتب من وزارات الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس.
وفي الأسابيع الثلاثة الماضية قُتل 26 شخصا وجرح 170 آخرون وشرد الآلاف من وسط المدينة. وكمؤشر إنذار للحكومة الإيطالية، بدأ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا من ليبيا في الزيادة ما يشير إلى أن الصفقة تتعثر.
كما انتقد الاتفاق المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الوطني الذي يتجسد الآن في روما وباريس في الوقت الذي يسعى فيه إلى حل سياسي لإنهاء ست سنوات من الفوضى التي استنفدت وأفقرت الليبيين.
وقد اتجه الغرب سابقا إلى اعتبار حفتر غير ديموقراطي وتعامل مع خصومه بوحشية – حسب تعبير الصحيفة- ، لكنه أجرى محادثات مع الايطاليين على الرغم من الادعاءات بأنه أمر قواته بارتكاب جرائم حرب.
يحاول حفتر أن يقدم نفسه للإيطاليين كرجل يمكن أن يسيطر على تهريب البشر وقال في مقابلة في نهاية الأسبوع مع كوريير ديلا سيرا: “من أجل السيطرة على الحدود في الجنوب، يمكنني توفير القوى العاملة، ولكن يجب على الأوروبيين إرسال المساعدات والطائرات بدون طيار والمروحيات والنظارات الليلية والمركبات “.
كما قال حفتر إنه من الخطأ بالنسبة للايطاليين إبرام أي اتفاق مع “الميليشيات” للحد من تدفق المهاجرين وأن الحكومة الايطالية معرضة لخطر الخداع. وسوف يؤدي الاتفاق إلى ابتزاز لا حصر له
وتصر الحكومة الايطالية على أنها تقدم مساعدات إلى الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس أو إلى مجلس صبراتة إلا أنها لم تقدم أي مساعدة مباشرة الى الميليشيات.
وقال ماتيو فيلا، رئيس برنامج الهجرة ، إن الزيادة الأخيرة في المهاجرين قد تكون ناجمة إما عن فقدان ميليشيا الدباشي قبضتها على المدينة، أو بسبب محاولة الميليشيات إرسال رسالة إلى روما أنه يمكن تحويل تدفق المهاجرين داخل وخارج مثل الصنبور.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته إيبسوس هذا الأسبوع أن 70٪ من الإيطاليين يتفقون مع القول بأن الهجرة من ليبيا مرتفعة جدا، وأضرت بالخدمات العامة.
وقالت فيلا إن هناك مخاوف من أن يؤدي انخفاض عدد القوارب التي تغادر الموانئ الليبية، إلى جانب الحصار الناجح الذي فرضه خفر السواحل الليبي، إلى تراكم أعداد المهاجرين المتورطين في معسكرات اعتقال غير إنسانية ليبية.