العرس الغدامسي.. طقوس لا تمحوها الحداثة
تزخر مدينة غدامس كغيرها من مدن الصحراء العريقة، بعادات اجتماعية بحكم تاريخها الطويل، ومن طقوس العرس الغدامسي يوم يسمى بـ”ليلة المشط” وعادة ما يصادف ليلة الأربعاء.
وتأتي النساء في هذه الليلة إلى منزل العروس وهن يرتدين الزينة واللباس الفاخر الزاهي بالألوان ويسمي باللهجة المحلية “ادفاس إن السودان”، ويأخذ النساء أماكنهن في المنزل ويبدأ الحفل الذي هو عبارة عن حفلة دق الطبل المعروف “اكلان” الممزوج بأغانٍ وألحان ترافقها رقصات تؤدَّى بشكل جماعي أو فردي وتستمر حتى الساعات المتأخرة من الليل.
وينطلق موكب بحراسة من العريس وأصدقائه يضم نساء ومعهن العروس ويمر عبر الأزقة والشوارع ويتوجهن إلى الجامع، وتحمل إحدى النساء القنديل وأدوات المشط وتدخل العروس إلى إحدى المطاهر/ الحمامات لتستحم قبل أن يتجه الموكب البهيج صوب المنزل ويستمر الحفل ساهرا حتى الساعات الأولى من الصباح.
ورغم تغير الظروف ودخول عادات جديدة على العرس الغدامسي إلا أن بعض هذه العادات والطقوس لا زالت تقام ولكن باستحياء وبشكل يشبوه نوعا من الحداثة والتطور.
ويطالب الأهالي والمهتمون بالتراث بتدخل المسؤولين وذوي الاختصاص بمساعدة مكاتب السياحة ومنظمات المجتمع المدني لإحياء هذه العادات في المهرجانات والمعارض المحلية والدولية.