“العدو الغبي” قتل وأصاب 133 ليبياً بـ3 سنوات
218TV.net خاص
تقصت قناة (218) في مهمة خاصة ودقيقة أثر ضحايا “العدو الغبي” الذي يتربص بالليبيين، والمُتمثّل بالألغام التي زرعتها الجماعات الإرهابية في مناطق واسعة من مدينة بنغازي قبل أن تنحسب منها على وقع ضربات قوية من الجيش الماضي طيلة العامين الماضيين، إذ اتضح أن هذا العدو الذي يطل برأسه بين حين وآخر مُذكّرا الليبيين بمأساتهم المستمرة منذ ست سنوات قد أوقع العديد من الضحايا والجرحى، مخلفا مآس إنسانية يصعب حصرها في العديد من البيوت الليبية، فيما لا تزال الامكانيات العسكرية لدحر هذا العدو “قاصرة” ودون المستوى المأمول.
يؤشر البحث في السجلات الرسمية، والتي تمكنت قناة (218) من الوصول إليها بطريقة خاصة إلى أن الاحصائية الخاصة بالألغام لم تستهدف عُمرا معينا، بل كانت “عادلة تماما” في توزيع آثارها وتداعياتها بين الضحايا، إذ أن الجيش الوطني فقد في ثلاث سنوات جراء الألغام وحدها نحو 34 قتيلا، فيما جرح من عناصره
نحو 83، علما أن أولى الألغام جرى رصدها في منطقة الليثي بعد تحريرها، لكن هذه الحالة وهي الأولى وصلت إلى مركز بنغازي الطبي متوفاة.
وطبقا للأرقام التي اطلعت عليها قناة (218) فإن وفيات المدنيين من أبناء مدينة بنغازي بلغ 4 وفيات، إضافة إلى 12 جريحا، علما أن المصطلح الأكثر واقعية للألغام طبقا للعلوم العسكرية هو “العدو الغبي” لأن هذا العدو لا يمكن التنبؤ بمكان اختفائه، ولا يُجيد المناورة أو التفاوض، ولا الانسحاب كذلك، فهو يجيد أمرا واحدا ويتمثل في التحول إلى “عدو قاتل” في غضون لحظات.
وبحسب التقصي فإن المناطق المشمولة بانتشار الألغام هي بوعطني، الليثي، المحور الغربي، الترية، سوق الحوت، الهواري، بوصنيب، بنينا، الحليس، القوارسة فيما لا يزال صنف الهندسة العسكرية في الجيش الوطني التعامل مع هذا الخطر الحقيقي بامكانيات متواضعة جدا، بسبب الحظر المفروض على الجيش الوطني للتسلح بأجهزة عسكرية حديثة ومتطورة لكشف الألغام طبقا لتقنيات عالية جدا، وهو أمر غير ممكن حاليا بسبب التعقيدات الليبية.
وتقول مصادر داخل مركز بنغازي الطبي الذي تصله أغلب وفيات ضحايا الألغام، لإجراء الكشف عليها عبر إدارة الطب الشرعي، وإنهاء إجراءات شهادة الوفاة أن ضحايا “العدو الغبي” تبدأ أعمارهم من ثلاثة سنوات، ولا تنتهي عند سن الخامسة والسبعين.