العالم يكتشف “سراً خطيراً” عن ليبيا. هل تعرفه؟
218TV|خاص
طيلة السنوات الماضية كان العالم يراقب تدفق “شلّال الصور المأساوية” من ليبيا، وهي صور كانت تُظْهِر جانباً من “المعاناة الإنسانية الهائلة” لعموم الليبيين الذين رزحوا منذ سنوات تحت أصناف شتى من غياب مقومات “حياة الحد الأدنى”، فيما ظل السؤال الأقوى عالمياً ما إذا كانت هذه ليبيا ذات “بِحار النفط” التي تعوم تحت أقدام نحو ست ملايين ليبي حُرِموا على امتداد نحو أربع عقود من الثروة التي اختارهم الله لها، فيما تتصاعد المعاناة الليبية دون أن يتحرك العالم لوضع حد ل”المأساة الليبية” التي تُنْذِر ب”أهوال أكبر” ربما لا تقتصر على ليبيا في المرحلة المقبلة.
بعد أزمة “الهلال النفطي” المستمرة منذ الثاني عشر من شهر يونيو الحالي، فقد عايش العالم “صحوة الساسة”، الذين أرهقوا البلاد والعباد ببياناتهم وتصريحاتهم، وكأن “النفط” وحده الذي يوقِظْهم من “سباتهم الطويل”، فيما لا تؤثر في أي منهم صورة “عزوز أو شيباني” افترض الأرض والتحف السماء واقفا بطابور أمام فرع لمصرف، منتظرا سيولة نقدية سُمّيت مجازاً ب”المال”، فيما ثمن “الجاكيت الطلياني” الذي يرتديه مسؤول واحد توازي “حاصل جمع” ما يزيد على خمسة أشهر من الترقب في “طوابير الذل” بحثاً عن السيولة التي لا تمكث طويلاً، إذ تتسرب إلى جيوب “التُجّار الجشعين” الذين كانوا أحد أوجه “بشاعة الأزمة”.
ما إن تعلن القيادة العامة للجيش الوطني تطوير معادلة النفط بإخضاعها ل”الجهة الشرعية الوحيدة” في ليبيا، فإن كل الساسة يقفزون إلى الواجهة لإطلاق موقف أو إصدار بيان، أو نشر “بوست على فيسبوك”، مُساوِماً على “موقفه السياسي” ل”من يُعطي ويُغطّي أكثر”، فيما لم يسمع “صوت واحد” من كل الطبقة السياسية الحاكمة إزاء صورة طفلة فقدت والدها وهو يدافع عن “الأرض والعرض” ضمن صفوف الجيش الوطني، فيما تتوارى الطبقة السياسية عن الأنظار مع “انقطاع الضي” لساعات طويلة في عز ساعات الصيف.
لم يُحرّك الساسة ساكناً إزاء مشاهد “طوابير البنزينة”، ولم يفتحوا أفواههم إزاء معاناة مُهجّري تاورغاء، ولم يديروا بصرهم صوب ضحايا التفجيرات الإرهابية التي طالت مناطق عدة من ليبيا، وأوقعت من أوقعت بهم قتلى وجرحى، فيما يكتشف العالم أن “شيئاً واحداً” يُحرّك الطبقة السياسية الحاكمة، وهي “لزوجة النفط”، التي أثبتت أنها صاحبة الاختصاص الحصري بإخراج كثير من المسؤولين من “الجحور السياسية”.
“بئس السياسة.. وبئس الساسة”.. التاريخ سيقول عاجلاً أم آجلاً.