العالم مصدوم بـ”الهلال النفطي”.. مثل “الكرامة” تماماً؟
218TV|خاص
فعلياً احتاج العالم لـ”أربع سنوات” وهو يقوم ب”هندسة” موقف سياسي “براغماتي” مما بدا في صيف عام 2014 ليس سوى “مغامرة عسكرية” ستنفجر فقاعتها سريعاً، فتحرك المشير خليفة حفتر على رأس بضعة مئات من العسكريين لترسيم معادلة عسكرية جديدة في الشرق الليبي، قابله “لا مبالاة دولية” وقتذاك، إذ لجأ “العقل المركزي” في أكثر من دولة حول العالم إلى تجاهل اتخاذ أي مواقف من تحرك المشير، وسط توقعات ب”صفر عسكري” له، وهو ما ثبت عكسه تماماً.
على مدى أربع سنوات، حاولت عواصِم الثقل السياسي عالمياً إدارة مقاربة جديدة للتعامل مع “جيش المشير” الذي أصبح في نظر الليبيين وكذلك عدة عواصم حول العالم “حجر الزاوية”، و “رقم ثابت” في “المعادلة السياسية” الليبية، لم تجرؤ أي عاصمة على القفز فوق ظاهرة حفتر التي أثمرت “أقرب نسخة ممكنة” من “جيش احترافي” في ظل حصار دولي على فكرة تسليحه، نازِفاً الآلاف حتى الآن من عديده الذي تنامى بصورة لافتة في السنوات الأخيرة، إيماناً بفكرة أن يكون لليبيا جيشها “القوي والقادر” الذي لم تعد ترعبه فكرة استعادة مدن من الظلاميين، وإعادتها إلى “حضن الدولة”.
في ملف “الهلال النفطي” الذي خسِره الجيش لنحو أسبوع، قبل أن يستعيده كاملاً، يُحاول العالم “التأني” في اتخاذ مواقف مُتعجّلة، فعواصم كثيرة تقول في الاجتماعات المغلقة إن “ملف ليبيا.. يحتاج إلى صفنة”، وفيما تحاول عواصم ترتيب مواقفها من قضية شديدة التعقيد مثل “وضع اليد” على منطقة الهلال النفطي من قِبل إرهابيين ثبت عملياً إن “التحضير والتقدم والمُهاجمة بخطط ذكية” لم يكن ليمر لولا “غطاء إقليمي”، فإن المشير خليفة حفتر أعاد مباغتة العالم بقرار منشآت الهلال النفطي، فيما صمت العالم من جديد، في ظل مراجعة متأنية ل”درس الكرامة” الذي حشر العالم وقتذاك في خانة “قِصَر النظر السياسي”.
لا يريد العالم أن يُطْلِق مواقف سياسية مُتسرّعة، يريد أن “يجس نبض” المشير، يُعْتقد أن عواصم كثيرة ستمارس “الإنصات للمشير”، والاستماع منه إلى “أسبابه ومبرراته” في تحويل وجهة مسؤولية النفط مما هو مُتّفق عليه، إلى الوضع المستجد الذي تبدو دونه “عراقيل كبيرة”، وسط مخاوف من أن النفط الليبي وفق المعادلة السياسية الجديدة قد لا يُقْدِم أحد على شرائه أو تسويقه، فالمشير حفتر، و”الكتلة السياسية” في الشرق حكومة مؤقتة وبرلمان وإلى حد ما جيش تملك ما تملكه من “فائض أوراق القوة”، لكن لا تملك “الشرعية” ب”معاييرها وقياساتها الدولية”، و “المُهْتزة والمُخْتلة” أساساً.