الطيب.. يُكافح بأنامله اندثار الموروث
توارثت الأجيال في غدامس حرفة صناعة مشتقات النخيل حتى وقتنا الحالي، ولكن مع دخول التقنية والتطور السريع في الحياة بدأت هذه الحرفة بالاندثار والزوال.
وفي مدينة غدامس ومن القلائل الذين يمتهنون هذه الحرفة والذين يُعدّون على أصابع اليد الواحدة، هناك الشاب بشير عبدالسلام الطيب من مواليد واحة غدامس سنة 1981، يحمل شهادة بكالوريوس في برمجة الحاسوب ويعمل بأكاديمية الدراسات العليا بالعاصمة طرابلس.
تعلّم وامتهن الطيب هذه الحرفة من والده منذ نعومة أظفاره فكان يعشق الجلوس مع والده وهو يبدع بأنامله ويخرج أجمل المقتنيات من سعف النخيل وهو يحكي القصص والروايات.
ومن أهم ما تجود به أنامله هي السلال (القفة الغدامسية)، والمرواح السعفية، بالإضافة إلى غطاء الرأس ( الطواقي)، والحصائر، وبعض المشتقات السعفية.
وشارك الشاب بشير في كل دورات مهرجان غدامس السياحي الدولي، وبمعرض التمور السنوي، بالإضافة إلى مشاركته بجناح تنمية الصادرات بأغلب دورات معرض طرابلس الدولي.
ورغم عمله الأكاديمي، إلا أن الشاب بشير يستغل أوقات الفراغ وأيام العطل لممارسة هذه الحرفة سواء بمدينة غدامس أو بعمله بالعاصمة طرابلس.
ومن أهم الصعوبات التي تواجهه في ممارسة والاستمرار بهذه الحرفة هي قلة المواد وخاصة الأصباغ والتي تورّد من دولة مصر أو تونس بالعملة الصعبة.
ويأمل الطيب من الجهات المختصة كالهيئة العامة للسياحة ومركز تنمية الصادرات الاهتمام بهذه الحرف وإعداد دورات لتعلمها لأنها تمثل مصدرا من الدخل للدولة وللقطاع الخاص، وأيضا يأمل في توفير الأصباغ اللازمة وتقديم منح مالية للحرفيين لتطوير هذه الحرف والاستمرار في مزاولتها خوفا من اندثارها وزوالها.
وما يزال حلم الشاب بشير قائما في تعليم وتوريث هذه الحرفة للأجيال القادمة وأيضا يحلم ويطمح بأن تقدم له الدعوة لتمثيل ليبيا بإحدى المعارض والمهرجانات الدولية.