الطاقة الشمسية في برامج الانتخابات
محسن دريجة
انتاج الكهرباء في ليبيا يستهلك ما يعادل نحو 200،000 برميل نفط في اليوم، اي 71 مليون برميل في العام. باسعار النفط اليوم، تكلفة الوقود المستخدم في توليد الكهرباء دون تكلفة المحطات والصيانة وشبكة نقل الكهرباء تساوي 8.5 مليار دولار. نعم ثمانية ونصف مليار دولار سنوياً. واذا اضفنا استهلاك وصيانة محطات التوليد وتكلفة الشبكة ستكون التكلفة أكثر من تسعة مليار دولار سنوياً.
تكلفة منظومة طاقة شمسية للمنزل تنتج 10 كيلووات في الساعة مع بطاريات عالية الجودة لا تتجاوز عشرة آلاف دولار وعمرها لا يقل عن عشرة سنوات. بحسبة بسيطة، الف دولار في السنة. وهي لا تحتاج لشبكة او ديزل او بنزين. التسعة مليار دولار التي سنستعملها لتوليد الكهرباء هذا العام كافية لتغطية 900 الف بيت ليبي بالطاقة الشمسية لمدة عشرة سنوات.
الاستمرار في توليد الكهرباء باستخدام النفط والغاز وترك الطاقة الشمسية في دولة تتمتع بسطوع شمس ممتاز غير منطقي وغير مجدي. اقترح انفاق 2 مليار دولار على الطاقة الشمسية هذا العام لوجود فائض في دخل النفط وسنستعيد هذا المبلغ خلال عام ونصف من بيع النفط والغاز الذي سنوفره من محروقات ويرتفع دخلنا من مبيعات النفط والغاز الذي نوفره لثمانية سنوات قادمة بمعدل مليار ونصف سنوياً، اي اجمالي 12 مليار دولار.
ليس هذا فقط، بل يجب ان نبدأ في التحول لوسائل النقل الكهربائية التى تشحن بالطاقة الشمسة وتوفير ثمن الوقود المدفوع بالنقد الاجنبي الذي تستهلكه السيارات.
هذه الامور هي التي يجب ان تكون في برامج الانتخابات وليس الكلام الفضفاض عن التنمية المستدامة والرفاهية وغيرها من الاماني التي ليس لها علاقة بالواقع.