“الضي” في ليبيا أزمة حقيقية أم تَصْطنِعها “مافيا جشعة”؟
218TV| خاص
تتصاعد أزمة انقطاع التيار الكهربائي في ليبيا خصوصا في ظل درجات حرارة غير مسبوقة خلال أشهر الصيف، الأمر الذي يزيد الضغط والطلب على شبكات كهربائية يُقال ليبياً إن “عُمْرها الافتراضي” قد انتهى، وسط ظروف خانقة التهمت حياة “الحد الأدنى” التي رَضِيَ بها الليبيون لتجاوز “السنوات العجاف” التي أثمرت حتى الآن انتشارا لرقعة الفقر والحرمان، وابتعادا عن مقاعد المؤسسات التعليمية، لكن “الضي الهارب” ظل أبرز الأزمات التي تتفرع عنها أزمات عدة في الداخل الليبي.
تتساءل أوساط ليبية ما إذا كانت أزمة “الضي الهارب” هي أزمة حقيقية دفعها إلى الواجهة الواقع السياسي المُتشظّي في ليبيا على وقع انقسام “عمل ومسؤوليات وشرعية” حكومات وهيئات ومؤسسات معنية بإزالة جبل الأزمات من أمام حياة واقعية لليبيين، فعدا عن تهالك الشبكات الكهربائية، وانقطاع الغاز الذي يُشغّل محطات التوليد هناك انطباعات ليبية متزايدة بأن بعض أوجه أزمة الكهرباء لها علاقة بـ”جشع مافيوي” يستفيد من انقطاعات التيار الكهربائي، لـ”بيع وصيانة” المولدات الكهربائية التي تُشكّل هي الأخرى “ضغطاً رهيباً” بما تستنزفه من “سيولة قليلة” لشراء وقودها وزيتها.
تعتقد “المافيا الليبية” أن وصول تيار كهربائي مُنْتظِم إلى المدن الليبية عبر آلية تنفيذية واضحة هو أمر من شأنه أن يحرمهم من “تجارة” تدر عليهم دخلاً هائلاً، دون أي التفاتة إلى معاناة الليبيين التي تفاقمت في السنوات الأخيرة إلى مستويات نادرة وغير مسبوقة، شكّلت “عناصر ضغط” على الليبيين، فوق حياة تخلو تماما من مقومات الحد الأدنى، لكن السواد الأعظم من الليبيين بات مُضطرا لتقبل جشع هذه المافيا، باعتبار أن سبكة المولدات التي تديرها هي الحل الوحيد المتاح للتزود بأقل قدر ممكن من التيار الكهربائي، مع زيادة ملحوظة رُصِدت في الأشهر الأخيرة في عدد ساعات طرح الأحمال.
المفارقة المرصودة هنا أن العديد من مافيا المولدات الكهربائية الذين يُفاقِمون “أزمة مصطنعة” تُغطيهم جماعات مسلحة تفتعل غالبا عمليات تخريب عشوائي لخطوط الشبكات الكهربائية لمنع انتظام علمها، وهو وضع غير مسبوق تغيب عنه الجهات المختصة تماما في مدن ليبية عدة تغرق في فوضى غياب الدولة ومؤسساتها.