الصادق الغرياني.. من “مفتي للديار” إلى محلل سياسي
تقرير 218
مجددا يخرج الشيخ الغرياني في برنامجه الأسبوعي المعتاد مهاجما البعثة الأممية والسفراء الدوليين متهما إياهم بالتجسس وحاثا المواطنين على عدم الجلوس معهم في إشارة توحي بأن الغرياني تحول من مفتي للديار إلى محلل سياسي وأستاذ في القانون الدولي.
من فقيه في الدين إلى فقيه في السياسة، فقد صارت مؤلفات المفتي المعزول وفتاويه، من النوادر “المنسية”، وتحول برنامجه المخصص أصلا للحديث عن الشريعة الإسلامية وأحكامها، إلى مساحة للتحليل في أمور السياسة والقانون الدولي. فقد خصص الرجل جل حديثه عن البعثة الأممية والسفراء الدوليين محذرا ثواره ومتتبعي نهجه من هذه الجهات التي قال إنها تتجسس على الدولة وأن اجتماعاتها مع المواطنين بصفة فردية تعد مخالفة للقوانين الدولية.
ويبدو من خلال تتبع هذه الحلقات أن صفة الغرياني بدأت في التحول من مفتي للديار إلى محلل سياسي وأستاذ في القانون الدولي، تتداخل الحروف والجمل على لسانه ويجيب عن كل سؤال واستفسار بعيداً عن أحكام الطهارة والصلاة والصيام والزكاة وإصلاح ذات البين، وكيف لا وهو يعي جيدا أن له أنصارا يأخذون بأمره ويسترشدون بنصحه .
تحدث الغرياني أيضا عن مفارقة جديدة وهي الصلح في مرزق حاثا أهالي المدينة على الجلوس مع من هاجموهم لحوار ينهي القتال ولم يوجه للمهاجمين أي انتقاد على ما فعلوه من جرائم في المدينة التي خلت من أهلها بسببهم.
ترك المحلل السياسي الصادق الغرياني ما كلف به من التفقه في أمور الدين وتوجيه الناس على الصراط المستقيم، محرما الجلوس مع الأجنبي الذي اعتبره العدو الأول لليبيا باستثناء الجلوس والتحاور مع المعارضة التشادية في الجنوب فكيف لا وهي من تأتمر بأمره وتسمع لنصحه وإرشاده.