الصادق الغرياني.. من السياسة إلى ذبح الدجاج
من السياسة إلى ذبح الدجاج، لا يغادر الشيخ الصادق الغرياني في فتاويه شيئا.
تحت راية دار الإفتاء لا راية ليبيا يتحدث الغرياني عن الثورة، في مكان هادئ، بخلفية بيضاء معتادة وكرسي وثير، تتجاهل القناة المستضيفة ذكر المكان الذي يطل فيه بهذه الهيئة.
في البرنامج الذي يستمر ساعة إلا قليلا، يمضي الضيف أكثر من نصفه متحدثا عن حفتر، وعدم صدق الشعارات التي أطلقها بحسب وصفه، في الوقت الذي حركت فيه فرنسا مقاتلاتها لتضييق الخناق على الجماعات الإرهابية الهاربة من تقدم قوات الجيش الوطني جنوبا.
الأمر لا ينتهي عند التحريض على حفتر، بل يتجاوز ذلك إلى دعوة مدن بعينها إلى القتال والتحشيد، مستخدما مصطلح الثورة للتغطية على دعواته، ومفرقا بين الليبيين، في جدلية المدن الثائرة وغير الثائرة.
حديث الشيخ السبعيني، لا يُفرّق بين جيش وشرطة، ولا مواريث وزواج وطلاق، ليضع استفهامات عصية حول كلامه، إن كان المقصود منه سياسة، يؤخذ ويرد عليها، أم أنها نصوص مدموغة بقدسية تجعل مؤيديه لا يفرقون بينها وبين ما هو أنزه، لا ينزل إلى درك الصراعات البشرية.
مأزق يستمر الغرياني في دفع الناس إليه، بتدثير السياسة بدثار الدين، ويبقى السؤال الحقيقي حول أي مستقبل يرى البلاد تمضي إليه بهذا النهج.