الشغل مش عيب والخدمة ما تحشمش.. رسالة “واحد من الناس”
“الشغل مش عيب” مثل حاول تجسيده برنامج “واحد من الناس” الذي يُبث عبر قناة 218 خلال شهر رمضان ضمن الباقة البرامجية المتنوعة للقناة، على أرض الواقع بشكل مختلف من خلال فكرة معايشة أوضاع المستهدفين بالبرنامج والغوص معهم في معاناتهم التي يتعرضون لها في يومهم.
وسلط البرنامج الضوء على عدد من المهن والحرف السائدة في الشارع الليبي دون تكلف، وفي كثير من الأحيان دون علم من قبل من أجريت معهم لقاءات أثناء تواجدهم في عملهم، حيث تناول البرنامج مهن عمال الطلاء والسباكة والنظافة والحلاقين وسائقي سيارات الركوبة العامة وغيرهم، من أجل أن يقحم المشاهد في عمق معاناتهم ووسط متاعبهم وضمن نظرة الناس وتعاملهم معهم.
وهدف البرنامج إلى إيصال عدة رسائل للمشاهد، منها ما يتعلق بالمواطن نفسه بالاتجاه للعمل، ومنها ما يتعلق بالمحيط، فيحث الناس على عدم نبذ مزاولي المهن والحرف فالكثير من المواطنين يستحي من مزاولتها بداعي الأنفة، رغم إنسانيتها وخدميتها، وأخرى للمسؤولين بتقديم يد المساعدة والعناية بالمزاولين، من خلال برامج دعم متخصصة.
وحاول البرنامج من خلال حلقاته أن يقارن بين التوجه إلى ميدان العمل مهما كان نوعه وبين التسول، متسائلاً كيف لشاب أن تسمح له نفسه وهو بكل قواه البدنية والعقلية أن يتسوّل ويقف على غيره وهو لا ينقصه شيء، في وقت كان بإمكانه التوجه لميدان العمل، وتحصيل ما يسد به حاجته وتؤمّن له ولأسرته الحياة الكريمة دون حاجة الناس.
ولاقى البرنامج رواجاً على منصات التواصل الاجتماعي، وأثنى روادها على الفكرة المطروحة خاصة أن ليبيا تزخر بوجود عديد المهن التي تُدخل مردوداً اقتصادياً يكفي الناس ذل السؤال، بل إن الكثيرين شجع الشباب العاطلين عن العمل ومن يحاول تحسين دخله بالتوجه إلى القطاع الخاص والبحث عن وظائف أخرى.
وتُعد نسبة العاطلين عن العمل في ليبيا الأعلى بين جيرانها، إذ تشير تقديرات مجلة “ذي إيكونوميكس” إلى أن نسبة البطالة في سوق العمل الليبية قرابة 19%، في حين ترى مؤسسات محلية أن نسبة البطالة تتجاوز 30%، كما أوضح وزير العمل والتأهيل بحكومة الوحدة علي العابد الرضا في تصريحات صحفية أن هناك أكثر من 300 ألف باحث عن العمل في ليبيا، فضلاً عن قرابة مليونين ونصف موظف بالكادر الوظيفي للدولة، بعد أن كان لا يتجاوز المليون موظف قبل ثورة فبراير 2011، في ظل توقعات أممية باستمرار نسبة البطالة بين الليبيين خلال الأعوام القادمة.