الشارع السوداني.. غضْب ورفْض لـ”الانقلاب العسكري”
تقرير | 218
لم تبلغ الثورة أهدافها بعد .. تلك التي نادى بها المحتجون طيلة أربعة أشهر من مظاهرات انتظمت في كل أنحاء السودان.. هكذا يردد ناشطون تتبعهم المعارضة التي رأت في ما حدث مُؤخراً انقلابا عسكريا مكتمل الأركان.. وفي الجانب الآخر يراه محللون بأنه انقلاب من داخل النظام بتغيير الوجوه فقط فيما ظلت الحركة الإسلامية هي المسيطرة حتى الآن على مفاصل الحكم.. فالفريق عوض بن عوف قائد الانقلاب كان آخر نائب للرئيس عمر البشير ووزير دفاعه وأحد الذين تشير إليهم أصابع الاتهام بارتكاب انتهاكات دارفور التي راح ضحيتها الآلاف وبات بسببها البشير مطلوبا لدى محكمة الجنايات الدولية.
حالة الترقب التي سبقت بيان الانقلاب تحولت إلى غضب عارم في الشارع وتحديا لكسر حالة الطوارئ التي حددها البيان بشهر كامل لتخرج الجماهير إلى الشوارع ثانية مرددة شعار تسقط ثانيا، خلافا للشعار الذي اتخذته الثورة بداية “تسقط – بس”، ورغم ما أحاط بالناس من مشاعر إحباط فإن البعض يترقب معرفة الخطوات والقرارات اللاحقة للمجلس العسكري الذي سيقود المرحلة الانتقالية في الفترة القادمة، وخططه وبرامجه.
وفي مؤتمر صحفي هو الأول أشار المجلس الانتقالي إلى أن ما حدث ليس انقلابا بل استجابة لرغبات الشعب، وأن أعضاءه غير طامعين بالسلطة، وسيبدأ في حوار جاد مع المعتصمين أمام قيادة الجيش وسط الخرطوم.
الأهم في ذلك كله لقاء اللجنة السياسية العسكرية المكلفة من قبل المجلس مع القوى السياسية في البلاد وهو ما يشير لمستقبل المرحلة المقبلة وتهيئة الأرضية للانتقال الديمقراطي رغم اعتراض الأحزاب والكيانات على الفترة الانتقالية التي حددها المجلس بعامين.
الطريق لاتزال طويلة أمام السودانيين الذين يضغطون في اتجاه التحول واستعادة عافية بلادهم بعد سنوات من نظام أهدر موارد البلاد وأضاع فرصا تاريخية أمام نمائها وتطورها.